أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. خالد الغامدي أهمية عامل القدوة الصالحة، وأثره الفاعل في التكوين والتربية والبناء، حيث أمر الله نبيه أن يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وضرب الله لنا في القرآن بدائع النماذج لقدوات هم غرر في جبين الزمان، كالأنبياء عليهم السلام، ومؤمن آل فرعون، ولقمان العبد الصالح الحكيم، ومريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وغيرهم كثير.

وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام، إن تربية الأمة على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة من خلال الاقتداء بالقدوات الصالحة والمؤثرة، والاهتداء بها في الخطاب والمنهج والتطبيق من أعظم العوامل والأسس التي تسهم مساهمة عميقة في بناء الشخصية المسلمة المعتزة بدينها وثوابتها وانتمائها وتاريخها، والتي نحن أحوج ما يكون إليه في زماننا هذا.

وذكر الشيخ الغامدي أن أعظم القدوات التي أشاد الله بهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فالنبي هو قدوة مطلقه بلا حدود زمانية ولا مكانية في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسيرته وتقريراته دقّت أم جلّت، وقد سرت هذه القدوة النبوية إلى ذريته وزوجاته، وقد صح في الخبر الأمر بالصلاة عليه وعلى ذريته وزوجاته، وأصبحوا كذلك قدوة في العالمين.

وتابع: هذا وإن من أجل القدوات النبوية من أهل بيته ابنته السيدة الشريفة الفاضلة فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – وعن أمها المباركة خديجة وصلى الله على أبيها وسلم، حيث تربت – رضي الله عنها – في بيت النبوة، وتخرجت بمدرسة أبيها، وتعلمت من مشكاة الرسالة، ونهلت من علم زوجها علي وفقهه، فحازت أعلى المقامات وتشرفت بأعظم الثناء، وسطر لها التاريخ أنبل المواقف.