تخطط الشركات النيوزلندية في قطاعات البتروكيماويات والطاقة لإقامة مشاريع مشتركة بالمملكة ولاسيما بالمدن الصناعية الجبيل وينبع ورأس الخير وجازان للصناعات الأساسية والتحويلية وذلك بالتحالف مع نظرائها كبريات الشركات السعودية وفي مقدمتها شركة “سابك” حيث تعكف حكومة نيوزلندا لتحفيز الشركات النيوزلندية لاغتنام الفرص الاستثمارية الصناعية المذهلة التي تهيئها حكومة المملكة للمستثمرين العالميين وفق خطط التحول الاقتصادي سواء من خلال الملكية المباشرة أو المشتركة حيث أعلن سفير نيوزيلندا لدى المملكة السيد جيمس مونرو خلال لقاءه مع رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع م. عبدالله بن إبراهيم السعدان يوم الثلاثاء عن مساعي بلادة لتنمية العلاقات الصناعية التجارية بين البلدين في شتى المجالات منوها بالأهمية الكبيرة التي تحظى بها المملكة في المنطقة والعالم.

وأكد السفير النيوزلندي حرص بلاده على رفع حجم التجارة المتبادلة بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى أن بلاده تستقبل الطلاب السعوديين، كما أنها تستورد عددا من البضائع السعودية، ولديها استثمارات في المملكة وإن كانت قليلة، مشيراً إلى أن المملكة تعتبر مرساة للاستثمارات الناجحة في العالم معبرا عن اهتمام حكومته وقطاعات الأعمال في نيوزيلندا للمشاركة في إنجاح رؤية المملكة 2030 ومنوها بالدور الذي تؤديه الهيئة الملكية في إطار هذه الرؤية الطموحة.

من جهته، رحب م. السعدان بزيارة السفير النيوزلندي وتطلعه لمد جسور التعاون الوثيق وفتح أفاق أرحب من التلاحم بين المستثمرين في البلدين واستعداد الهيئة الملكية للعمل مع الشركات والجهات الحكومية النيوزلندية بما يعزز أطر التلاقي في الخطط الاستراتيجية الاقتصادية للبلدين مؤكدا أن هذا الاجتماع سيشكل انطلاقة للحوارات المستقبلية والاستثمارات القادمة الموعودة المنتظرة.

وأبرز م.السعدان عن حجم الاستثمارات القائمة حالياً في مدن الهيئة الملكية والطاقات الإنتاجية والخطط المستقبلية مبيناً بأن الهيئة الملكية تعمل على إدارة وتشغيل أربع مدن صناعية في إطار مفهوم “الإدارة الشاملة” وقد استطاعت بدعم الحكومة السعودية أن تضع مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين على خارطة أفضل المدن الصناعية في العالم، ولا أدل على ذلك من تمكن الهيئة من استقطاب استثمارات محلية وعالمية إلى مدنها بمئات مليارات الريالات.

وأضاف بإن الهيئة الملكية عازمة على استقطاب المزيد من الاستثمارات بما فيها الاستثمارات النيوزيلندية ولاسيما لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، حيث تعمل الهيئة الملكية على تكرار النجاحات التي حققتها في الجبيل وينبع الصناعيتين في مدينة جازان الحالمة نظرا لما تتمتع به هذه المدينة من موقع استراتيجي متميز، ولما تحظى به من ميزات تنافسية، مشيرا إلى أن الهيئة الملكية عملت على إنشاء وتطوير بنى تحتية ومرافق ووفرت خدمات في مدنها وفق أعلى المستويات العالمية، الأمر الذي حقق لها جاذبية بالنسبة للمستثمرين.

وكشف م. السعدان عن توجه الهيئة الملكية لرفع مستوى التكامل بين مدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين، وتوفير خدمات لوجستية نوعيه في مدن الهيئة الملكية لاسيما في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية التي ستقدم هذه الخدمة بشكل مغاير بحكم موقعها الاستراتيجي، منوهاً بشركاء الهيئة الذين ساهموا معها في مسيرتها الناجحة حيث عملت الهيئة مع هؤلاء الشركاء في تناغم وانسجام.

وتدعم زيارة السفير النيوزلندي توجه أكبر شركة نيوزلندية للبتروكيماويات والطاقة للتحالف مع “سابك” حيث تخطط شركة “تود” وهي من أكبر وأنجح شركات النفط والغاز والطاقة في نيوزيلندا إقامة مشاريع مشتركة بالجبيل الصناعية في ظل تاريخ عريق للشركة يمتد على مدى 130 عاما، وحيث تمتلك الشركة مصالح في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وتوليد الكهرباء، وتجارة الطاقة، وتطوير العقارات، والرعاية الصحية، والمعادن، والتكنولوجيا، وتشمل هذه المصالح كلا من الأعمال التجارية المدارة والحيازات الاستثمارية. في وقت تتطلع الشركة للاستفادة من قوة الاقتصاد السعودي الثابت والمتين ووفرة المواد الخام والمزايا النسبية التي تهيئ لمشاركات وشيكة بين الجانبين.