تعكف شركة أرامكو السعودية على إنشاء شركة جديدة تابعـة لهـا تحـت مسـمى شـركة “أرامكو للكيميائيـات”، للتعامل مع جميع المنتجـات الكيميائية على مسـتوى العالـم وتكوين حقيبـة موحـدة لمنتجـات البوليمـر التـي تصنعهـا أرامكو السـعودية لتعزيـز العلامة التجاريـة، وذلك وفق ما أعلنه نائب الرئيس لمبيعات المـواد الكيميائيـة والتسـويق فـي شـركة أرامكو السـعودية محمد العرفج في حفل العشاء الذي نظمته الشركة على هامش المعرض الدولي للصناعـات البلاستيكية والمطاطية الذي عقد فـي الصيـن مؤخراً.

وأضاف أن شـركة “أرامكو للكيميائيـات” التي تعتزم أرامكو إنشاءها سوف تمنح هوية مرئية قوية حيث من المخطط أن تنمو مجموعـة أعمـال المنتجـات الكيميائيـة وحجمهـا بوتيـرة أسـرع بعـد التوسـع فـي المشـروعات المشـتركة فـي أرامكو السـعودية.

ويأتي اعتزام أرامكو تأسيس شـركة أرامكو للكيميائيـات بعد أن نجحت الشركة في تعزيز قدراتها التنافسية المحلية والعالمية في إنتاج وتسويق البتروكيميائيات وتمكنها من رفع طاقتها الإنتاجية المحلية والدولية إلى 28 مليون طن متري حيث فاقت طاقتها الإنتاجية في مجمعاتها البتروكيميائية في المملكة طاقات مصانعها الدولية حيث بلغ إجمالي إنتاجها المحلي 14.4 مليون طن عبر مجمعاتها المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات في شركات صدارة، وبترورابغ، وساتورب، فيما أنتجت خارج المملكة طاقة 13.6 مليون طن.

في وقت تبلغ قيمة أعمال الصناعة الكيميائية العالمية أربعة تريليونات دولار، إلا أن حصة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في السوق العالمية للمواد الكيميائية المتخصصة أقل من 2 % حتى العام 2016م، مما يتيح فرصًا هائلة لأرامكو السعودية لنمو مجموعة منتجات أعمال التكرير والتوزيع والتسويق، واكتساب قيمة مستدامة لشركائها، وعملائها، والمملكة ككل.وتعزز شركة أرامكو الجديدة للكيميائيات استراتيجية الشركة الرئيسة في أن تصبح أكبر شركة للطاقة والكيميائيات معاً في العالم وتعزيز استثماراتها في أنشطة التكرير والبتروكيميائيات لضمان أسواق جديدة لموادها الخام وتقليل مخاطر تباطؤ الطلب على النفط، وتواصل الشركة توسعة استثماراتها وزيادة طاقة مصانعها قبل إتمام عملية الاستحواذ على حصص استراتيجية في شركة “سابك” والتي تسعى الشركة من خلالها الهيمنة في صناعة وإنتاج البتروكيميائيات بالتحالف مع “سابك” بخبراتها وريادتها البتروكيميائية العالمية في ظل وفرة المواد الخام والغاز الذي توفره أرامكو.في حين تمضي “أرامكو” للتوسع الكيميائي في الصين والهند وماليزيا وأوروبا بضخ استثمارات بحوالي 200 مليار ريال وتسعى لإتمام شراكات جديدة العام 2018 لتدعم خططها لقيادة سوق البتروكيميائيات العالمي بالمرتبة الأولى بحلول 2040، في وقت قطعت الشركة خطوات متقدمة للهيمنة في صناعة البتروكيميائيات في الهند من خلال مشروع مشترك مناصفة مع ثلاث مصاف هندية لبناء مصفاة تضم منشآت بتروكيميائيات على الساحل الغربي للهند بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 165 مليار ريال.

وتشمل خطط أرامكو للتوسع في الكيميائيات توسعة مشروعات شركة “إس-أويـل” فـي كوريـا الجنوبية والتي تمتلكها أرامكو السـعـودية بأغلبية الحصص وتعد واحدة من شركات التكرير الرائدة في تلك الدولة، ويجري حاليًا تنفيذ مشروعين لتعزيز القدرة التنافسية لمصفاتها وزيادة وتيرة تنويع مجموعة الأعمال وتحسين الربحية، ويتضمن المشروع الأول من هذين المشروعين تحويل الرجيع منخفض القيمة إلى منتجات أوليفينات وبنزين ذات قيمة عالية، فيما يشمل الثاني مرافق جديدة لإنتاج البولي بروبيلين وأكسيد البروبيلين واستخلاص الإيثيلين، ونجحت أرامكو في الآونة الأخيرة في شراء حصص بقيمة ملياري دولار في شركة أس أويل الكورية التي تعد ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية.

وتمضي شركة “أرامكو السعودية” بقوة لتحقيق أهدافها للهيمنة المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات حيث قررت استحواذها على حصة “لانكسيس” البالغة 50 % في مشروع “أرلانكسيو” المشترك للكيميائيات المتخصصة في هولندا بقيمة 1.5 مليار يورو بناءً على القيمة الكاملة للمنشأة، حيث تسعى أرامكو لتملك مشروع “أرلانكسيو” بالكامل، مما سيفضي إلى تنويع مجموعة مشروعات أرامكو السعودية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، كما يعزز من قدراتها في شتّى مراحل سلسلة قيمة صناعة النفط والكيميائيات، ويسرِّع من نمو أعمالها في مجال الكيميائيات.