جهوداً كبيرة تقدمها الجمعية الوطنية للخدمات المجتمعية (أجواد) التي صدرت موافقة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء على تطويرها ونقلها من مركز للرعاية المجتمعية إلى جمعية وطنية تتولى توحد جهود الجهات المعنية برعاية وتأهيل المرضى العقليين المرفوضين وفاقدي المأوى، لتحسين جودة الحياة للمستفيدين والتعافي من آثار المرض العقلي والإندماج مع المجتمع ومساعدتهم على الإعتماد على أنفسهم.

وتحد الجمعية « أجواد « من عوامل الخطورة المصاحبة لهذه الظاهرة وتحسين نظرة المجتمع وأسلوب التعامل مع هذه الفئة ومساندة جهود المؤسسات الحكومية في رعايتهم وتأهيلهم وإيوائهم وتوحيد الجهود لجميع الجهات للخروج بعمل راقي يخدمهم من خلال مراكزها المتميزة.

بدوره نوه المدير التنفيذي لجمعية «أجواد» الدكتور سعيد سالم الأسمري بالدعم الكبير الذي تحظى به الجمعية من قيادتنا الرشيدة حفظها الله، والمتابعة المستمرة من قبل معالي وزير الصحة رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور توفيق الربيعة ، مبيناً أن الجمعية تواصل العمل على تطوير برامجها وتجويد خدماتها لتواكب أعمال التنمية المجتمعية، ومثمناً في الوقت ذاته تفاعل المجتمع مع مبادرات وأنشطة الجمعية. وقال الدكتور الأسمري إن الجمعية تسعى جاهدة للحد من تشرد هؤلاء المرضى العقليين بدعم الجهات الرسمية ذات العلاقة وأفراد ومؤسسات المجتمع، إيماناً منها بدورها الإنساني وتحقيقاً للغايات النبيلة التي حث عليها ديننا الحنيف وشريعته السمحة، مؤكداً أن «أجواد» حريصة على توفير الوسائل والتجهيزات الحديثة للبرامج والخطط التنفيذية، إضافة على المساهمة في إجراء الدراسات والبحوث وتصميم البرامج المتخصصة وتدريب الكوادر البشرية العاملة بالجمعية.

وبين الأسمري أن جمعية أجواد تحتوي على أجنحة للاستضافة وصالات رياضية وصالات طعام وغرف مخصصة للجلسات الجماعية والفردية وقسم لتقديم العناية الشخصية وركن التأهيل المهني ومصلى وصالة للزيارات الأسرية بالإضافة إلى المسطحات الخضراء والمكاتب الإدارية.

شروط القبول

الدكتور سعيد الأسمري بين أن شرط القبول الأساسي أن يحول المستفيد من مستشفى أو عيادة نفسية متخصصة وفق النموذج المعد، وعدم وجود سلوكيات تمنع تقديم الخدمة وأن لا يعاني من أعراض نفسية أو طبية حادة أو تخلف عقلي شديد وخلوه من الأمراض المعدية والسارية وأن لا يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً، وأن يقضي المستفيد ثلاثة أيام -على الأقل- في الجهة المحول منها قبل تحويله إلى الجمعية، بعد ذلك يقوم الفريق الفني بالجمعية باستكمال المعلومات المطلوبة وعرضها في الاجتماع الأسبوعي للفريق مع تسجيل ملخص عن الحالة وتوصيات الفريق وفق نموذج التحليل الرباعي.

مسارات التهيئة

من جانبه بين المشرف العام على الجمعية الدكتور عبدالحميد الحبيب أن برامج العمل المقدمة في الجمعية بمسار تهيئة المستفيد تقدم بشكل متدرج ليتمكن المستفيد من التعايش مع أفراد المجتمع من خلال البرامج المتنوعة ومنها، برنامج العناية الذاتية الذي يقدم مجموعة من الخدمات للمستفيدين لتحسين النظافة الشخصية والنظافة العامة وطريقة اللبس والأكل والشرب مما يجعل المستفيدين قريبين من المجتمع، وبرنامج راحتي الذي يقدم أنشطة مختلفة للمستفيدين في المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والترويحية والروحانية لكسر عزلة المستفيدين والتعرف على إمكانياتهم وإشراكهم في الأنشطة الجماعية.

ولفت الدكتور الحبيب إلى أن المسار الإنمائي يهدف إلى تنمية القدرات العقلية والاجتماعية والشخصية للمستفيد من خلال برنامج اجتماعي، يهدف إلى تطوير مهارات المستفيد في القيام بمهارات العناية الذاتية المختلفة بشكل مستقل دون مساعدته والتعامل مع الآخرين في المواقف المختلفة بشكل مقبول ومناسب، وبرنامج التركيز الذي ينمي القدرات الذهنية وتحسين التركيز وباقي الوظائف المعرفية لرفع كفاءة المستفيد الذهنية والمحافظة على قدراته الذهنية.

وقال إن برنامج تحفيز يأتي دعماً لتشجيعهم على إبراز الأدوار والمواهب لدى المستفيدين وتنميتها وتحسين أوضاعهم والتخطيط والمشاركة في اتخاذ القرارات المناسبة لهم، وموضحاً أن برنامج توظيف يهدف للبحث والتوجيه للوظائف الممكنة والمناسبة للمستفيدين، فيما يسعى برنامج أفكاري لتغيير وتصحيح ما لديهم من أفكار خاطئة وفق الأسس العلمية، من خلال الحوارات والمناقشات التي تدار مع المستفيدين.

ويكتسب المستفيد الأساليب السلوكية والمهارات الشخصية والثقة بالنفس وتوكيد الذات، والقدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية المختلفة، والقدرة على نقل المشاعر للآخرين وتقبلهم، من خلال برنامج حياتي.

وأشار الحبيب إلى أن المسار الوقائي يهدف إلى حماية المستفيد من العودة إلى الوضع السابق من خلال تقديم برامج متنوعة تسهم في دعم المهارات المكتسبة ومنها برنامج تواصلي الذي يقدم مجموعة من الأنشطة والأعمال واللقاءات والزيارات التي تسهم في استمرار ودعم مستوى التحسن لدى المستفيدين، وبرنامج أسرتي الذي يقدم أنشطة وأعمالا وتدريبا وورش عمل موجهة لأسر المستفيدين لرفع وعيهم وإكسابهم المهارات اللازمة لكيفية التعامل مع الحالات.

تثقيف الأسر

وأكد الدكتور الأسمري أن الجمعية يتواصل مع أسر المستفيدين لفهم التغيرات الجديدة التي ساهمت في حالة التشرد للحالة والعمل بكافة الطرق المهنية لإيجاد حلول عملية لتجاوز حالة التشرد، إضافة إلى توعية الأسرة وتثقيفها حول المرض النفسي وآثاره على السلوك وطرق التأقلم مع ذلك لتحسين حياة المستفيد، كاشفاً أن عدد المستفيدين من خدمات المركز في مدينة الرياض حتى نهاية سبتمبر الماضي 230 حالة، و90 حالة في محافظة جدة.

وبين أن الجمعية حصلت على الترخيص الرسمي لجمع التبرعات عن طريق خدمة إستقبال الرسائل النصية (sms) ، ودربت50 طالبا من طلاب أقسام علم النفس من معظم الجامعات السعودية وكذلك دشنت الموقع الإلكتروني وتطبيق أجواد على الأجهزة الذكية ، وشراء مقر الجمعية بمدينة الرياض.