أظهر الإصدار السنوي التاسع من تقرير الثروة العالمية، الذي يعده معهد أبحاث “كريدي سويس”، ارتفاع إجمالي الثروة العالمية بمقدار 14 تريليون دولار إلى 317 تريليون دولار، بزيادة قدرها 4.6 في المئة (معدل يفوق النمو السكاني)، خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية منتصف العام الجاري.

ويحلل هذا التقرير الذي نشرته “أرقام” الثروة التي يحتفظ بها نحو خمسة مليارات شخص من البالغين في جميع أنحاء العالم، بدءًا من أولئك الأقل ثراءً إلى فاحشي الثراء، ويقول المصرف السويسري إن التقرير الصادر عن ذراعه البحثية يعد المصدر الأحدث والأكثر شمولًا للمعلومات حول ثروات الأسر العالمية.

وأرجع نمو الثروة هذا العام جزئيًا إلى الارتفاع المتواصل في أسواق الأسهم، وبشكل كبير إلى نمو الأصول غير المالية، مشيرًا إلى بلوغ متوسط نمو الثروة لكل شخص راشد 3.2 في المئة، إلى ما يعادل 63.1 ألف دولار للفرد.

وأضافت الولايات المتحدة إلى ثرواتها 6.3 تريليونات دولار، وهي وتيرة تفوق ما سجله أي بلد آخر، ليبلغ إجمالي ثروات الأسر الأمريكية 98 تريليون دولار، في علامة على تواصل النمو غير المنقطع لإجمالي الثروة ونصيب كل فرد بالغ منذ اندلاع الأزمة المالية عام 2008. ومع ذلك، فليس من المستغرب حلول الصين في المرتبة الثانية من التسلسل الهرمي للثروة العالمية، حيث أضافت ما يزيد على تريليوني دولار لثرواتها (ما يعادل نصف ما أضافته أوروبا مجتمعة)، وبعدما تفوقت على اليابان من حيث عدد الأفراد ذوي الدخل المرتفع للغاية عام 2009، ومن حيث الثروة الإجمالية في 2011، ومن حيث عدد المليونيرات عام 2014. وأوضح التقرير أن حيازات النساء من هذه الثروة العالمية تمثل نحو 40 في المئة، بعدما نما نصيبها بشكل كبير خلال القرن العشرين، مضيفًا أن العالم بات يملك 42 مليون مليونير الآن بجانب 150 ألف شخص فائق الثراء، ويتوقع وصول إجمالي الثروة إلى 399 تريليون دولار بحلول عام 2023.

وأضاف أن الأسواق الناشئة ستكون محركًا رئيسا للنمو وسببًا وراء 32 في المئة من الزيادة المتوقعة، رغم أنها تشكل 21 في المئة من الثروة الحالية، وستأتي الزيادة مدفوعة في المقام الأول بنمو الشريحة المتوسطة من السكان، ومع ذلك سيزداد عدد المليونيرات بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس المقبلة ليبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 55 مليون مليونير، فيما سيصل عدد الأشخاص فاحشي الثراء إلى 205 آلاف.