لم يكن يتوقع المشجع الاتحادي أن تصل به الحال إلى أن تتحول أمنياته وطموحاته من تحقيق فريقه الألقاب إلى تحقيق الفوز الأول له بعد مضي ست جولات من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان، فبعد أن عاش المشجع الاتحادي قبل بداية الموسم الرياضي الحالي فرحة عارمة نتيجة تخلص ناديه من أكبر الملفات التي كانت تعيق مسيرة الفريق بعد المكرمة الملكية التي قدمها سمو ولي العهد بسداد المديونيات المسجلة عليه الذي كان يعج بالديون حتى إنه أصبح أحد أشهر الأندية التي منعها الاتحاد الدولي من تسجيل المحترفين لفترتين، وعلى الرغم من التحركات الإدارية التي قامت بها إدارة الاتحاد برئاسة نواف المقيرن وتدعيم صفوف الفريق بالعديد من اللاعبين المحليين والأجانب إلا أن الصدمة كانت كبيرة من خلال النتائج السلبية التي يسجلها الفريق والظهور السيئ له، حيث كانت البداية بخسارة السوبر السعودي من أمام الهلال ومن ثم الخروج من بطولة زايد للأندية الأبطال من أمام الوصل الإماراتي واستمرت الحال على الفريق بهدر النقاط وتحقيق النتائج السلبية، فبعد أن خاض الفريق بحلته الجديدة وباللاعبين الجدد من محليين وأجانب تسعة لقاءات رسمية لم يقدم لاعبوه ما كانت تنتظره الجماهير ففي الدوري لم يتمكن الفريق سوى حصد نقطتين فقط من أصل 18 نقطة وضعته في ذيل الترتيب كأسوأ انطلاقة له منذ أن تأسس النادي، الأمر الذي أغضب محبيه خصوصاً وأن الإدارة سعت خلال الفترة الماضية في تحسين الصورة من خلال تسريح المدرب الأرجنتيني رامون دياز وإصدار عدد من القرارات وتعديل الهيكلة الإدارية إلا أن الحال بقيت كما كان عليه.

وكانت الجماهير الاتحادية متمسكة ببصيص من الأمل بعد أن قامت الإدارة قبل أسبوع بالتعاقد مع المدرب الكرواتي سلافن بيليتش، ولكن الخلل أصبح واضحاً من خلال اختيارات الإدارة للاعبين الأجانب والذي يعد مستواهم الفني أقل بكثير من اللاعبين المحليين.

وشهد لقاء الفريق أمام أحد تواجد الرئيس نواف المقيرن وبرفقته مساعده فراس التركي وأعضاء مجلس الإدارة وكانوا حريصين على التواجد ودعم الفريق إلا أن المستوى والنتيجة أحرجت مجلس الإدارة أمام الجماهير بعد تعادل الفريق حيث حاصرتهم الجماهير وطالبتهم بإيجاد حلول سريعة، ولكن الغضب الاتحادي قوبل بالصمت من قبل إدارة الاتحاد التي التزمت الصمت والخروج من ملعب المباراة بعد صافرة النهاية.

وبالرغم من صمت الإدارة إلا أن الجماهير لم تهدأ خلال الساعات الماضية وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً أظهر الغضب الاتحادي ومطالبات الجماهير من الإدارة محاسبة المقصرين، فما كان من الرئيس نواف المقيرن سوى الظهور وتقديم الاعتذار للجماهير حيث قال عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “جماهيرنا الوفية، نعتذر عن الظهور غير الجيد، المستوى مخيب وبعض اللاعبين ما زالوا دون تطلعاتكم، لن أقول شيئاً الآن، لا وقت للوم ولكن أمامنا كلاسيكو، التغيير مقبل والتصحيح مؤكد والمدرب يعمل”.

وبدوره قال المدرب الكرواتي بيليتش إنه من الصعب إعادة المخزون اللياقي لدى اللاعبين في وقت وجيز وأنه يحتاج إلى وقت حتى يتمكن اللاعبون من استعادة المخزون اللياقي لهم لكي يكون بمقدورهم مجاراة المنافسين حتى صافرة النهاية، وعلى الرغم من أن الفريق خاض معسكراً إعدادياً في مدينة الطائف إلا أن بيليتش لا يزال يرى أن الفريق يحتاج إلى برنامج إعدادي مكثف، وقد أكد أنه سيعمل جاهداً على تحسين صورة الفريق وتحقيق نتائج إيجابية تعيد توازن الفريق.