التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مقر الهيئة بالرياض أمس الأحد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أحمد سليمان الراجحي، ورحب سمو رئيس الهيئة بالوزير ، مثمنا اهتمامه بتطوير مجالات التعاون بين الهيئة والوزارة اللتين ترتبطان باتفاقية تعاون تم توقيعها في 12/4/1438هـ الموافق 11/1/2017م، مشيدا بالشراكة المميزة والفاعلة بين الهيئة والوزارة في مجال توطين وتوفير فرص العمل في القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم القطاعات في مجال فرص العمل والسعودة.

وبحث الاجتماع برامج توطين الوظائف والفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع السياحة، والاتفاق على برنامج مكثف لتعزيز السعودة في تخصصات مستهدفة في قطاع السياحة والتراث الوطني خلال المرحلة المقبلة، ووضع حوافز للمالكي العمل والمشاريع في هذا القطاع.

وأبان سموه خلال الاجتماع أنه يؤكد في كل مناسبة محلية ودولية على أن مهمته الأساسية هي توفير فرص العمل للمواطنين.

وقال: “هدفنا هو ليس توفير الوظائف وحسب، وإنما أيضا التطوير والتدريب الوظيفي في القطاع، كما ركزنا الجهود على دعم الشباب ليكونوا مستثمرين صغارا وليس فقط موظفين، ونمنحهم فرصا في الاستثمار السياحي وتمويل مشاريعهم”.

وأضاف: “نسعى إلى تهيئة المواطن للاستفادة من ثروات بلاده، عبر تحويله من طالب وظيفة إلى مالك عمل ومنتج لفرص عمل لغيره، ولدينا نماذج مشرفة لمن نجحوا في هذا المجال».

واعتبر أن المهمة الأولى لهيئة السياحة هي إيجاد فرص عمل للمواطنين.

واصفا القطاعَ بمنجم لتوظيف السعوديين بمختلف مؤهلاتهم وأعمارهم في جميع المناطق، قائلاً «لا زلنا نؤكد أن مهمتنا الأولى في الهيئة هي إيجاد فرص عمل ملائمة للمواطنين، ونعتبر أنفسنا اليوم تابعين لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية ومساعدين لهم، ولا يمكن أن ننجح إلا بشركائنا”.

وفي تصريح صحفي بعد اللقاء أكد الأمير سلطان بن سلمان أن العمل المشترك بين الهيئة ووزارة العمل أثمر عن نتائج مميزة في توفير فرص العمل وزيادة نسبة السعودة بأكثر من 28% ليصبح قطاع السياحة أحد أهم القطاعات في نسبة السعودة.

وقال: “نرحب بمعالي الوزير الأخ أحمد، ولقاءاتنا مع الوزارة مستمرة، والسياحة الوطنية تتميز بفرص العمل الواقعية المستمرة، فرص العمل التي فيها استدامة وليست فرص عمل مؤقتة فقط؛ و فيها نمو للمواطنين بكافة المستويات، ومركز تنمية الموارد البشرية (تكامل) في الهيئة يساند الوزارة في إنتاج فرص العمل على المستوى الوطني والعمل مستمر منذ سنين طويلة؛ لكن اليوم اتفقنا على تشكيل فريق عالي المستوى حتى نكون داعمين أساسيين للوزارة التي تقود هذا المسار الكبير مع وزارة التجارة والوزارات الأخرى، ومهمتنا ليست فقط توفير فرص العمل بل أيضا توفير فرص استقرار واستثمار للمواطنين، المواطن الذي لا يعمل اليوم لا يمكن أن يكون مستقرا مالياً وأسرياً. وجميعنا اليوم نعمل بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله للانطلاق في أن تكون المملكة العربية السعوديةحاضنة لفرص اقتصادية كبيرة جداً، تنتج فرص عمل هائلة لمواطنيها،وفرص إنجاز وإنتاج واستثمار لمواطنيها.

من جانبه، أشاد معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، بجهود الأمير سلطان بن سلمان في مجال سعودة القطاع السياحي وتوفير فرص العمل المميزة فيه.

لافتا إلى أن قطاع السياحة من أهم وأكبر القطاعات في توفير فرص العمل التي يقبل عيها الشباب والشابات في مناطق المملكة.

وأكد أن منظومة العمل والتنمية الاجتماعية تعمل وفق شراكة استراتيجية وتكامل فعال مع جميع القطاعات الحكومية ومن أبرزها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وذلك سعيا لرفع نسبة مساهمة أبناء وبنات المملكة لدى منشآت القطاع الخاص من خلال توفير فرص وظيفية في بيئات عمل منتجة ومحفزة ومستقرة.

وأعرب الوزير الراجحي عن سعادته بلقاء سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الذي أعطى بُعدا كبير جدا في التعاون، والتعاطي مع الفرص الوظيفية في القطاع السياحي، وإيجاد ودعم مبادرين مستثمرين شباب وشابات موفرين للفرص الوظيفية في القطاع، لافتا إلى أن الهيئة من أهم الجهات في تعاونها مع الوزارة وتنفذ جهودا كبيرة للسعودة وتوفير فرص العمل.

وأشار وزير العمل والتنمية الاجتماعية، إلى أن ثمة أهداف مشتركة مميزة بين الوزارة والهيئة للوصول إلى مجموعة من المستهدفات والمسارات، كما تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل مميزة بين الجهتين، تمهيدا لتوقيع اتفاقية تعاون لدعم عمليات توطين الفرص الوظيفية في سوق العمل.

وتتعاون هيئة السياحة مع وزارة العمل في عدد من الجهود في مجال توطين وتوفير فرص العمل في القطاع السياحي منها اطلاق حملات توعوية مشتركة بينها وبين منظومة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للترغيب في العمل في القطاعات السياحية، وتكثيف الحملات الرقابية المشتركة على المنشآت السياحية للتأكد من الالتزام بالأنظمة واللوائح المتعلقة بالتوطين السياحي وبالأخص المهن المقصورة على السعوديين.

وفي هذا المجال قامت الوزارة بالشراكة مع الهيئة خلال النصف الأول من عام 2018م بإجراء (19638) جولة رقابية على الأنشطة السياحية

وخلال العام الحالي قام مركز تنمية الموارد البشرية (تكامل) في الهيئةبالمشاركة والإشراف على (12) لقاء توظيف في الأنشطة السياحية بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية والغرف التجارية لاستقطاب المواطنين والمواطنات للعمل في الأنشطة السياحية.

ويعمل المركز مع المسؤولين في الوزارة لتطوير نظام موحد لبيئة عمل المرأة في القطاع السياحي، كما يقوم المركز حالياً بعمل دراسة حول تطبيق الزي الوطني في القطاع السياحي.

يشار إلى أن الوظائف المباشرة في قطاع السياحة وفقا لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة تقدر حتى عام 2017م (993.9) ألف وظيفة مرتفعة عن عام 2016م الذي بلغت الوظائف المباشرة فيه (936.7) ألف وظيفة، في حين قدر إجمالي الوظائف السياحية المباشرة وغير المباشرة في عام 2017 إلى (1.490.9) ألف وظيفة، مرتفعة عن عام 2016 الذي بلغت الوظائف فيه (1.405.1) ألف وظيفة.

ومن المتوقع أن تبلغ فرص العمل في قطاع السياحية بالمملكة (1.7) مليون وظيفة عام 2020م، وهو يمثل إجمالي الوظائف المباشرة وغير المباشرة في سوق العمل لقطاع السياحة والقطاعات الأخرى المترابطة والمستفيدة من السياحة.

وتمثل السياحة حالياً القطاع الاقتصادي الثاني في المملكة في نسبة توطين الوظائف بنسبة تتجاوز (28%).

وتقدر اعداد المواطنين الذين سوف يتم توظيفهم في القطاع السياحي حتى عام 2025م بـ 317.352، مقارنة بـ94.249 في عام 2014.