قال تعالى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم.
كثيرا ما ننظر بعين الإعجاب إلى الدول المتقدمة وبعين الحسرة والندم إلى ما نحن فيه من تخلف ، فينا من يعرف السبب وفينا من يجهله دون ان نتوقف ولو للحظة نسأل انفسنا ما هو العائق الذي يقف في طريق تقدمنا ورقينا.
الفرق بيننا و بينهم في الدول المتقدمة هو ان المواطن هو اساس الاستثمار فهو من ينهض بالوطن بما لديه من ابداع و معرفة ، لذلك الدولة تنمي فيه روح الاستنتاج والابداع والتحدي للمجهول وتهيء له سبل المعرفة واحترام الذات مما يجعله شريكا في التنمية والنهوض باقتصاد ورقي بلدانهم ، بينما المواطن في الدول العربية لا يستفاد منه كما يجب مع اننا نملك العقول والعلماء و المبدعين إلا انه ينظر لهم بعين الريبة والخوف من أفكارهم مما جعلهم عبئا على الدولة بدل الاستفادة من قدراتهم خبراتهم.
احد اسباب تخلفنا هو نفاقنا ، فنحن نمجد المسؤول بيد ونشحذ باليد الأخرى ، نزيل الشوك و نزرع الأرض ورودا في قدوم اي مسئول يتفقد احوالنا كي لا يرى عيوبنا ، ثم نلحق به بعد رحيلة نشتكي سوء حالنا ، ،مانقوم به ليس حباً للوطن بل تخلف عقلي وتبعية عمياء من يحب وطنه لا يغشه، لقد نخر الخوف عظامنا واستفحل فينا النفاق يا لنا من منافقين.
تنقصنا الجرأة لقول الحق، متى نقول للغلط غلط وان صدر من قاضي ، ونقول للصح صح و ان صدرمن كافر، متى نكون غير منافقين صادقين مع انفسنا قبل الآخرين.
في حقيقة الأمر هناك عدة اسباب جعلتنا نقف في آخر الطابور والمحزن في الأمر اننا لا نشعر بأننا في آخر الطابور بل نمجد في انفسنا و نفتخر بأسلافنا و نحتفل بمكانتنا المرموقة " في آخر الطابور ".
قد يكون موت الضمير وعدم الشعور بالمسئولية سواء من المواطن اومن الدولة أهم سبب للتخلف الذي نعيشه ، فأنا كمواطن لا يوجد لدي ذلك الانتماء للوطن أو الشعور بالوطنية فأنا سعودي لأني وجدت نفسي في السعودية وانا مصري لأني وجدت نفسي في مصر وهكذا لكني لا اشعر بحب وطني لي بل اشعر باستمرار انني عبء عليه وثقل يحمله على عاتقة يفرح بالتخلص منه.
هذا هو حال المواطن العربي بشكل عام ، لذلك يتبادر الى الذهن ما الذي جعلني كعربي بهذه الصورة السالبة ‘في الواقع الدولة بدورها ساهمت في جعل المواطن سالب الصفات بتهميشه و تحييده وتفريغه من طاقاته وقدراته و حبه للإبداع واتخاذ القرار بدلا من استغلال تلك القدرات في تطوير الوطن ، فأنت كمواطن عربي ليس مطلوب منك الا ان تأكل و تشرب و تكف شرك ، وفي احيانا كثيرة لا يوفر لك الأكل والشرب ايضا لأن هناك الملايين بلا عمل او دخل ثابت ، لذلك اصبح المواطن محبط غير مبالي بكل شيء ينشر ثقافة الفوضى واللا مبالاة بدل الانضباط ،همه الكبير توفير لقمة عيشه ومن يعول بأي وسيلة كانت وبالتالي لا وقت لديه للإبداع.
عدم اهتمام الدولة او تجاهلها لما يجري خلق فراغ كبير من سوء الفهم بين المواطن من جهة والوطن في صورة الدولة من جهة بل اصبح بدل الحب ندية وعداء متبادل لا يمكن ان ينتج عنه الا مزيدا من التخلف.
فارس بلا جواد
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله الدوسري
11/11/2013 في 5:25 م[3] رابط التعليق
اي والله انك صادق
قاصد خير
11/11/2013 في 7:12 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ابو طلال
مقالاتك دائما في الصميم
إسمك الكريم...
11/11/2013 في 7:33 م[3] رابط التعليق
بارك الله في جهودك
سلمان بن مطيلق
11/11/2013 في 8:22 م[3] رابط التعليق
نمجد المسؤول بيد ونشحد باليد الأخرى
حقيقة مرة
عادة سيئة
انتجت جيل متخلف
شكراً جزاك الله خير
غرم الله
11/11/2013 في 9:10 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ابو طلال
دائما مبدع ومقالات في الصميم ونتطلع للمستقبل بتفائل ونتمنى ان يكون القادم افضل واتضحت الرؤيه للجميع بان المواطن هو الركيزه الاساسيه لان الاجنبي مهما انتج وخدم لدينا لكن في النهايه سيرحل ناهيك عن اسنزاف الاموال وكثير من الثروات التي تم تحويلها الى الخارج
دمت في خير ……
ابو عبدالمحسن
11/11/2013 في 9:39 م[3] رابط التعليق
كلام واقعي و يضع النقاط على الحروف بالنسبة لكل مايتعلق بأسباب التخلف والفساد المستشري في الوطن العربي …
بارك الله فيك وفي قلمك أخ سعود
عادل منصور
11/12/2013 في 1:14 ص[3] رابط التعليق
كلام من ذهب وهذا ما يحثنا ديننا عليه
وليت كلا من يبدأ بنفسة فعلا
يشكر ابو طلال علي هذا المقال وليس بالغريب
sahm soud
11/12/2013 في 12:44 م[3] رابط التعليق
دكتور فارس الطيب كلامك أكيد وهاذا الواقع ليس بجديد وراثه توارثوه الكثيرين في وطنا العربي وصعب ان ينتسى تلك الحاله او الحالات في ايام سنين
ابو حمد
11/12/2013 في 6:42 م[3] رابط التعليق
مصارحة المسؤل ومواجهته هي بداية الاصلاح والنفاق هي الدمار
فارس بلا جواد
11/16/2013 في 7:31 م[3] رابط التعليق
من كل قلبي اشكركم جميعا على مروركم الكريم و تعليقاتكم الجميلة