جاء للمسجد على قدميه لأداء فريضة صلاة الظهر جاء بخطى متثاقله وكأنه يشعر بإرهاق بسيط ولكن لا يمنعه من الوصول للمسجد الذي أعتاد عليه منذ الصغر "إنه يعشق الصف الأول خلف الأمام" صلى ركعتي السنه وأردف بركعتي ثم أسند ظهره للمسند الخلفي ينتظر إقامة الصلاه ، شعر بصداع خفيف على الجهه اليمنى برأسه وضع يده على رأسه إنه يفكر بشئ أشغله ربما لم يظهره ولكن الله يعلم به ؟؟؟
أفاق - نظر من حوله ستاره - بعض المعدات الطبيه ! لحظات وتحركت الستاره ، ممرضه ترتدي الزي الطبي الأبيض ، نظرت له إبتسمت له ثم ضغطت الزر الأحمر الذي فوق رأس المريض ليحضر الدكتور وهي تقول - حسن - حسن- أنت بخير يا "حسن " هل تراني هل تسمعني تكلم- قال : نعم - قالت: أنت بخير قال :
نعم وأين أنا ! ! وما الذي أتى بي هنا !! " وش السالفه يا سستر" وقبل أن تجيبه ، أتى الدكتور المناوب وأزاح الستار وقال ما شاء الله طيب طيب يا حسن - حاول أن ينهض ولكن يشعر بثقل بجسمه
وقال : أخبرني يا دكتور ماذا يجري !ماذا حصل ! قال : يا حسن أنا أتيت قبل سنتين ووجدتك هنا وتقول تقارير الأطباء أنك تعرضت لصدمه لا نعرف كيف ولكن أتيت للمستشفى بحالة أغماء كامل مع أن جميع الأعضاء سليمه لديك وتعمل طبيعي !!
قال يا دكتور - كم صار لي مده بالمستشفى - قال الدكتور : حسب التقارير المتوفره لدينا صار لك سبعة سنوات وأنت في غيبوبه تامه !!
والآن سوف نعيد عليك بعض الفحوصات إني أراك بخير - أنت بخير يا حسن - أنك تدرك وتعرف ما حولك - أليس كذلك ؟
قال : حسناً يا دكتور - ولكن أين بناتي الثلاثه أين زوجتي أين أبني أين أولاده أين أخوتي أين أخواتي أين أصدقائي ومعارفي !!! أين ؟؟؟
قال الدكتور : لا أعرف يا حسن ، وتداخلت الممرضه بالحديث قائله يا حسن كان يزورك نساء ومعهن أطفال يتم حجزهم خارج الغرفه ويدخلن ويلقين نظره عليك ثم يذهبن بين فتره وفتره وكان يأتي رجل معه إبنه الصغير يزور كذلك ولكنهم إنقطعو عن الزياره منذ ستة أشهر تقريباً
وإذا كان يأتي غيرهم لا أعلم ، وتداركت القول _ آه تذكرت أتى رجل ودخل عليك قبل يومين وكنت أسمعه وأنا خلف الستاره يقول :
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويرددها عدة مرات - إنه يدعو لك
ثم يقول اللهم أن نبيك صلى الله عليه وسلم قال - داووا مرضاكم بالصدقه - اللهم إني تصدقت لهذا الرجل طالباً منك شفائه عاجلاً غير آجل
وأردفت الممرضه تقول ثم دخلتُ عليكما وهو بجانبك وواضع كفه اليمين على جبينك
ثم إلتفت إلي - وقال: إن هذا الرجل عمل لي معروفاً أسأل الله أن يجازيه بالشفاء العاجل
وتداخل الدكتور قائلا:
يا حسن لقد أجريت لك بعض الفحوصات المبدئيه وأرى أنك تستطيع النهوض وسوف ننقلك للغرفه الإعتياديه إنك بخير يا حسن . قال : الحمدلله
وتم نقله للغرفه التي أوصى بها الدكتور .
وبعد ٢٤ ساعه جاءه الدكتور وهو يبتسم
قائلاً الآن تستطيع الخروج يا حسن إنك بخير وصحه تامه وسوف تكون معنا على إتصال -
وسوف تراجع العياده الخارجيه للعلاج الطبيعي لإجراء بعض المعالجه من تدليك وتمرين - وسوف يعود كل شي طبيعي إن شاء الله
أتصل الأستقبال بالهواتف الموجوده وأخبروا ذويه ,وما هي إلا لحظات وأتى أبنه وحفيده وأخرجه من المستشفى وتوجه به الأبن للمنزل
وقال يا "علي" كيف أحوالكم كيف أخواتك وأمك قال طيبين ولله الحمد وقد تزوجن البنات وخلفن وسوف أخبرهن الليله ليأتوا جميعاً لتكتمل الفرحه بوجودك - الحمد لله يا أبي على سلامتك إننا عانينا طيلة السنوات الماضيه وأنت بالمستشفى حتى يئسنا من شفائك -
واليوم بفضل الله سبحانه تعود لنا طيباً يا أبي قال : الحمد لله الذي يستحق الحمد لا يأس من رحمة الله إن الله كريم مجيب دعوة العبد إذا دعاه ,رعاية الله أفضل من رعايتنا لأنفسنا يا علي
وصنائع المعروف لا تضيع عند من يعرف المعروف
كم كنت أفكر كثيراً وأتوقع لو غبت عنكم لم تسير الأمور كهذه الحمد لله كما ينبغي لحمده وشكره فهد بن حثلين الهديب
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
فارس بلا جواد
08/18/2014 في 9:28 ص[3] رابط التعليق
قصة جميلة ، معبرة فيها الكثير من العبر ، أعجبني طريقة سردك المشوق للقصة.
غير معروف
08/18/2014 في 6:54 م[3] رابط التعليق
قصتاً جميله وكاتباً إنيق بتعبيره
تحياتي،،،،،
عبد الله
08/18/2014 في 8:26 م[3] رابط التعليق
جميييل ..استمتعت بالقراءة حقا
والمعروف لاينسى
اشكر الكاتب ع المقال الجميل .
Joker
08/18/2014 في 11:06 م[3] رابط التعليق
جميلة القصة ولها فائده عظيمة الا وهي الصدقه التي ذكرها رسولنا عليه الصلاة والسلام والتداوي بها .
عواد الشمري
08/20/2014 في 5:27 ص[3] رابط التعليق
جميله القصه جميل الأسلوب
الهدف ديني بلا شك
زيارة المريض والدعاء له
حفظ الود رالمعروف
الحديث النبوي
الحث على التداوي بالصدقه
لا يأس مع رحمة الله
الحفاظ على الصلاه والصف الأول
التوكل على الله بالرعايه
شكرا بن هديب كتبت وأوصلت