الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .
طاب الهداية متكرر لمسيس الحاجة إليها فعندما يقف المؤمن بين يدي ربه بالصلاة يسأله الهداية مرات عديدة .
- من حصل على الهداية حصل على السعادة في الدارين والهناء في الحياتين قال تعالى ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) سورة الاعراف
- إمتن الله بالهداية على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ( ووجدك ضالا فهدى ) الضحى , أي غير عالم بما علمك من الكتاب والسنة لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان ووفقك لأحسن الأخلاق والأعمال وبها توزن الأخلاق والأعمال والأقوال ( إهدنا الصراط المستقيم ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية " هي أن يفعل العبد في كل وقت ما امر به في ذلك الوقت من علم وعمل ولا يفعل ما نهي عنه .
- طلب الهداية من مالكها سبحانه قال تعالى ( ومن يهد الله فهو المهتد ) وقال عن ابراهيم الخليل شيخ الانبياء وإمام الحنفاء ( الذي خلقني فهو يهدين )
- أيها الإخوة عشنا أحداثاً يتبين من خلالها أهمية الهداية وأن من تشدد في الدين هلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون ثلاثاً ) رواه مسلم . هم صارعوا الأمن والسلام أعدوا عدتهم في نحور أبناء الإسلام شيباً وشباباً مدنيين وعسكريين .
- رؤوس الفتنة في الداخل والخارج يباركون اعمالهم .
- هل ملوا الإجتماع والوحدة والأمن ورغد العيش ألم يشاهدوا ويسمعوا كيف حال البلدان التي تفرقت جماعات وأحزاباً ويقتل بعضهم بعضاً وما الشام والعراق عنا ببعيد .
- لابد أن يدرك الجميع أن حفظ الأمن واجب لا يتعلق برجال الأمن فقط إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي ديناً .
كم يدفع الله بالسلطان معضلة ً في ديننا رحمة منه ودنيانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل وكان أضعفنا نهباً لأقوانا
- من تلبيس إبليس على المتهورين والإرهابيين تسمية عمله التخريبي والتفجيري جهاداً .
- الفساد الفكري والعكوف على الممنوع من المنشورات والتنقل عبر المواقع التي يزعم أصحابها أنها مواقع إصلاح ودولة إسلامية لا يعرف لها صدراً ولا ورداً ويصدق فيهم قوله تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في لأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
- الناس التي اغترت بهم فتحوا ثغرة لليهود والنصارى وأصحاب الفكر المنحل فصاروا يلمزون المطوعين من المؤمنين هذه الناشئة التي تلقت أوامرها وتعليماته من لدن مجاهيل لا يعرف لهم في العلم صدرا ولا وردا فقادوهم إلى المهلكة ويصدق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى ضلاضة كان عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا )
- قال بعض السلف الصالح إن تكون امور مشتبهات فعليكم بالتوأده فأن الرجل يكون تابعا للخير خير أن يكون رأساً في الضلالة .
- كل من لانت نفسه لهذا الفكر المنحرف الداعشي وآنس من قلبه ميلا إلى شيء من معسول كلامهم فعليه أن يتقي الله في أمره وليتهم رأيه وليقلب نظره أي طريق يسير وأي نهاية سينتهي بها ما هي أدلتهم من الكتاب والسنة النبوية فإن الحق أبلج والباطل لجلج حال هؤلاء المنظرين حال الخفافيش في الظلام التي يعميها النهار ويوافقها الظلام قال الشاعر
خفافيش أعماها النهار بضوءه ووافقها قطع من الليل مظلم
- الأعمال التفجيرية والتخريبية هدايا مجانية لكل متربص بهذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية سواء من أعداه الحاسدين في الداخل أو الخارج وهم يقولون هل من مزيد لما يعلمون أنها مشغلة للناس عن مصالح دينهم وأمور دنياهم بهذه الأعمال التخريبية والتفجيرية ظنوا بذلك أنهم مصلحون وهم مفسدون والقاعدة الشرعية التي غابت عنهم في غياب عقولهم عنهم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فأي مصلحة جلبوا على البلاد وأبنائها فلا بارك الله في مساعيهم وأفشل مخططاتهم وسلط عليهم جند بلاد التوحيد .
- إنهم بأعمالهم التخريبية يذهبوا الأمن الجوهرة الصافية إكسير الحياة إذا فقد الامن تعطلت العبادة فلا صلاة في المساجد ولا جمع في الجوامع وتعطلت المدارس ودور العلم وكسدت التجارة وأغلقت المصانع إذا فقد الامن لزم الناس بيوتهم خوفا على محارمهم وحماية للممتلكاتهم إذا فقد الامن تعطلت الحدود وانتشرت الخمور وراجت سوق الفجور والفسوق وهذا عين الجهل وهو الموت قبل الموت
وفي الجهل قبل الموت موت لاهله وأجسام قبل القبور قبور
واجسام في وحشة من قلوبهم وليس لهم حتى النشور نشور
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا .
إن التربية السيئة والغفلة من الأباء علم جيلا من الشباب أن حب العلماء والوطن والدعاء لولاة الأمر نوعا من الضعف والمداهنة ونوعا من النفاق وحب الوطن ضرب من الوثنية وهذه مقدمات لها ما بعدها من المفاهيم الخاطئة فيكون عندهم الاخلاص في معاداة الولاة في قدح العلماء الأحياء والأموات فإنهم عندهم من المداهنين والمعتدل عند هؤلاء الناشئة وليس فيهم معتدل من يزم شفتيه عند ذكر العلماء والأمراء أو يخرج لسانه أو يتنفس صعدا .
العقيدة عندهم في بغض الوطن وافساد ممتلكاته المكر بأهله والاصلاح عندهم في قتل رجال الأمن ومعاداة المسلمين وان كانوا أبائهم أو مهاتهم لماذا كل هذا ؟ أين يذهب بهؤلاء انهم كالبهائم تقودهم أفكار الانترنت وتصريحات المنبوذين خارج البلاد ممن يشق عليه ما يسعدنا ويسوئهم ما يحفظ وحدتنا القضية مع أصحاب التكفيري والتفجيري واضحة وضوح الشمس فلا تقبل تهويش المغفلين وتعاطف الجاهلين قال تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
الخاتمة :
قال الآجري رحمه الله لم يختلف العلماء قديما وحديثا ان الخوارج قوم سوء عصاة لله ولرسوله وان صلوا وصاموا واجتهدوا بالعبادة فليس ذلك بنافع لهم يظهرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤولون القرآن على ما يهوون ويمهون على المسلمين ان طرق الاصلاح لم تكن في الدهر بترويع المسلمين ولا بتجمع ثلة من الناس وتسميتهم المجاهدين وتخطيطهم ضد الأمنين إن طرق الاصلاح أحسنها العلماء والامراء وما نحن فيه من نعمه ثمرة من ثمار المصلحين أمن في الوطن وتمكين في الدين وقمع للفساد والمفسدين وليت هؤلاء المغرر بهم بفهمون قول صلى الله عليه وسلم ( من رآى من اميره من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية ولا ينزعن يدا من طاعة فإن من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية )
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وازقنا اجتنابه , اللهم اللهم قوي رجال الامن بقوة من عندك واستعملهم في طاعتك واجعل عملهم مرضيا عندك اللهم ارحم من مات منهم واجعله في الشهداء المقربين واشف جريحهم وثبت القائمين على الامن بمواقعهم ووفق ولي الامر خادم الحرمين الشريفيين وولي عهده .
وصلى الله وسلم على نبيه وسلم .
الشيخ عطالله العتيبي
التعليقات 1
1 pings
فهد
05/06/2015 في 9:15 م[3] رابط التعليق
ﻛﻔﻮ ﻳﻌﻂﻴﻚ ﺍﻟﻌﻔﻴﺔ ﻳﺎﺀ ﻋﻂﺎﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺘﻴﺒﻲ