حينما تنهزم الجبال أمام عزم الرجال يتجلى بوضوح معنى المثل القائل لكل زمان دولة ورجال، فها نحن نشاهد مملكتنا الحبيبة تعانق هام السحب بطموحاتها التي تفوق الخيال والتي ينظر اليها غيرنا على انها أمور شبه مستحيلة لا تستحق حتى مجرد التفكير فيها لأن ذلك يعتبر مضيعة للوقت.
لكن قيادتنا الرشيدة المتمثلة في سيدي خادم الحرمين وولي عهده محمد بن سلمان حفظهما الله، طموحاتهما ليس لها حدود بل تتجاوز حد الأفق المعهود الى افق ابعد غير منظور لغيرهما فقد اجتمعت خبرة وحنكة شايب وإقدام وطموح شاب جعلنا نختلف عن غيرنا فنحن نعشق التحدي ونروم الصعاب إذا غيرنا هاب، وكما يقول المثل يفوز باللذات كل مغامرٍ ويموت بالحسرات كل جبان.
الحديث هنا عن مشروع نيوم الاستثماري الاقتصادي السياحي الصناعي على مستوى علمي خيالي يطبق فيه اخر ما توصلت اليه التكنولوجيا والذي يهدف إلى توفير أفضل سبل العيش والفرص الاقتصادية للمواطن وللمستثمرين واستقطاب أفضل المواهب من داخل وخارج المملكة.
وقد ركز هذا المشروع على تسعة قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، كالطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية والغذاء والعلوم التقنية والرقمية والتصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي والترفيه، لتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي بالمملكة عبر الاستثمار العالمي.
ويقع هذا المشروع الضخم في الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية على البحر الاحمر يشمل جزيرتي تيران وصنافير وجزء من الاردن وجزء من مصر ويربط جسر الملك سلمان الذي سيقام بين السعودية ومصر، وتمتاز منطقة المشروع بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية وآسيا وأفريقيا، وأوروبا وأميركا.
كذلك يقع المشروع وسط العالم بحيث يصل اليه 75 % من سكان العالم في رحلة لا تتجاوز ثمان ساعات مما سيجعله مقرا رئيسيا لرجال الاعمال ليسهل تنقلهم بين مدن العالم لمتابعة أعمالهم بكل يسر وبأقل تكلفة.
يعتبر هذا المشروع صديقا للبيئة فسيعتمد في تشغيله على الطاقة الشمسية والرياح وسيكون مركزا سياحيا عالميا ومنطلق للصناعات العالمية، حيث سيستقطب العقول الفعالة من مخترعين ومبدعين في مجال التكنولوجيا من انحاء العالم ويطلق لعقولهم العنان لتطبيق ما لديهم من أفكار واختراعات خيالية لتشهد اختراعاتهم النور.
بلا شك سيتيح هذا المشروع آلاف الوظائف والمنتجات الصناعية الحديثة خصوصا ما يتعلق بالتكنولوجيا والروبوت وسيكون كل شيء في هذه المدينة والتي تعادل مساحتها ضعفي مساحة لبنان يعمل الكترونيا بشكل ذاتي حتى السيارات ستقود نفسها بنفسها وتأخذك الى وجهتك بدون سائق.
ويعتبر مشروع نيوم جزء صغير مما تتضمنه رؤية المملكة 2030 للقفز نحو مستقبل للأجيال القادمة، واتجاه المملكة لتنويع مصادر دخلها ضمن حزمة عملاقة وعشرات المشاريع القومية السعودية لتحسين الاحوال الاقتصادية والاستعداد للمستقبل بالتكنولوجيا الحديثة لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
انه مشروع ضخم خيالي سيجعل المملكة الاولى في العالم سياحيا واقتصاديا فبعد الاعلان عن افتتاح المشروع تهافت الى الرياض أغنى رجال الاعمال في العالم ينشدون المشاركة في هذا المشروع الذي يعتبر مشروع الحالمين لعلمهم بجديته وجدواه الاقتصادية فلن تتاح المشاركة فيه لمن هب ودب بل لرجال الاعمال الكبار الذين تبلغ طموحاتهم درجة الاحلام.
وتعنى جديد باللغة اللاتينية NEO
حرف م من مستقبل، والنتيجة "مستقبل جديد" M

سعود العتيبي
فارس بلا جواد