هل فكرت يوماً ما هو مصير هاتفك النقال لو تركته على مكتبك؟، هل تضمن أن احدا لن يطلع عليه من المتواجدين؟ وهل تضمن أن بياناتك لا تصدر إلى جهة أخرى؟، وماذا لو سرق ؟، هذه الأسئلة لابد أن تطرحها وتفكراً بها ملياً قبل أن تضع خصوصيتك على الهاتف
ما هي المعلومات التي نخسرها؟
قبل أن نتحدث عن طرق تفادي المخاطر الأمنية في الهواتف النقالة لابد أن نعرف ما هي المعلومات التي من الممكن أن تضرنا لو اطلع أحدهم على هاتفنا النقال، فليس دليل العناوين هو ما يخشى وإنما أبعد من ذلك، فالهواتف الذكية تحتوي على حساباتنا الإلكترونية كاملة، فالبريد الإلكتروني من العناصر المهمة التي بمجرد معرفتها محتوياتها من الممكن أن يقع علينا ضرر مادي أو معنوي أو حتى عائلي، وحسابات الشبكات الاجتماعية مثل تويتر أو فيسبوك أو باث أو غيرها من الممكن أن يستغل أحدهم شخصيتنا ينسب إلى ما لا يتوافق معنا، بينما معرض الصور قد يتضمن صور أو مقاطع فيديو شخصية قد تستغل بشكل أو آخر وتضر العائلة كاملة، وغير ذلك من المعلومات التي لا تعتبر السرقة وحدها هي الكفيلة بتسريبها، بل حتى نسياننا للهاتف النقال في مكان قد يؤدي إلى خطر أن يطلع على المعلومات شخص قد يسيء استخدامها ومن ثم إيقاع الضرر علينا.
نسخة احتياطية من البيانات
قيمة المعلومات الموجودة في الهاتف النقال ربما تكون أغلى من قيمة الجهاز، وضياع أو سرقة الجهاز تعني خسارة هذه المعلومات، فمن المهم للحفاظ علي المعلومات أخذ نسخة احتياطية منها، سواءً بتخزينها على السحابة الإلكترونية، أو على جهاز الحاسوب المكتبي، حتى لا يؤدي ضياع المعلومات إلى إلحاق الضرر بنا، وهناك العديد من الخدمات سواءً المجانية أو المدفوعة تتيح عمل نسخ احتياطية من البيانات في وقت ثابت ومجدول.
الرقم التسلسلي للجهاز
ومن الضروري أيضاً الاحتفاظ بالرقم التسلسلي للجهاز، فبعض شركات الاتصالات تتيح إيقاف التعامل مع الهاتف النقال عن طريق رقمه التسلسلي، لذا لا يستطيع سارق الجهاز من الاستفادة منه نهائياً.
أول خطوات الدفاع
وجود الهاتف في مكان بعيداً عنك قد يؤدي إلى سهولة الاطلاع عليه فكيف بسرقته، وأول الخطوات التي من الممكن أن تفعلها لتحقيق الحماية هي وضع كلمة مرور على هاتفك النقال، فهي تغني عن تطفل الأشخاص على المعلومات الموجودة في الهاتف، وتؤدي إلى تحقيق الحماية الأولية للجهاز، وهناك خاصية جميلة تتيحها الهواتف الذكية وهي ميزة حذف المعلومات الموجودة في الجهاز بعد عدد من المحاولات الخاطئة في إدخال كلمة المرور، وهذه الطريقة تتيح الحفاظ على معلوماتك عند سرقة الجهاز، والقيام بمحاولات متكررة لتخمين كلمة المرور.
وضع قيود على نظام التشغيل
تتيح الهواتف النقالة وضع ضوابط على الجهاز وذلك من خلال منع أي شخص من تغيير البريد الإلكتروني المربوط بالجهاز إلا بعد إدخال كلمة مرور، أو منع إقفال خاصية تحديد موقع الجهاز، وهذه الخاصية تمكننا من معرفة موقع الجهاز وذلك من خلال التطبيقات التي تتيح ذلك مثل خاصية “Find my iPhone” والموجودة في جهاز الآيفون، وهذه الأسلوب يحد من استخدام بعض خصائص الجهاز بعد سرقته، أو ربطه مع خرائط غوغل بالنسبة للهواتف العاملة بنظام تشغيل أندرويد وهناك تطبيقات تتيح ذلك.
التحكم في الهاتف عن بعد
هناك تطبيقات تتيح إمكانية التحكم بالهاتف النقال عن بعد، سواءً كانت هذا التحكم بحذف جميع البيانات، أو تحديد موقعه، أو إرسال رسالة نصية قصيرة إلى رقم هاتف محدد مسبقاً بمجرد تغيير الشريحة في الهاتف النقال المسروق تحتوي الرسالة على رقم الشريحة الجديدة، وإحداثيات موقع الجهاز، وهناك تطبيقات تتيح إمكانية أن يصدر الهاتف النقال صوت مزعج لتحديد مكانه إذا فقد الهاتف في المنزل أو في مكان يتيح الوصول إليه.
حماية مضاعفة
تتيح بعض التطبيقات في الهواتف النقالة الذكية من تأمين حماية مضاعفة لبعض التطبيقات لهاتفك النقال، فبالإمكان من خلال هذه التطبيقات تحديد عدد من التطبيقات لا يتم تشغيلها إلا بعد إدخال كلمة مرور أخرى تختلف عن كلمة مرور قفل الجهاز، ومن الممكن عبر هذه التطبيقات أخفاء بعض الملفات النصية أو صور ومقاطع فيديو معينة، أو حتى الرسائل النصية القصيرة، وبذلك لا يستطيع من يحصل على هاتفك سواءً بحسن نية أو سوء نية من الاطلاع عليها.
سرية الاستخدام
بمجرد أن نذهب إلى مكان عام مقهى أو مطعم مثلاً، أو حتى صالة السفر في المطار، نبحث عن شبكات الواي فاي المجانية لكي نستمتع باستخدام الإنترنت بدون قلق من كمية الاستخدام، ولكن هل تعلم أن هذا الأسلوب يتيح لمن يقوم بالتجسس على هذه الشبكة من التصنت على استخدامك، بالطبع يكون ذلك إذا كانت التطبيقات التي تستخدمها غير مشفرة، أما مع التطبيقات المشفرة فلا يمكن التجسس عليك بسهولة، فإذا كنت من الذين يستهويهم استخدام شبكات الواي فاي المجانية فمن الأفضل استخدام تطبيقات تتيح لك تشفير كل ما يصدر عن هاتفك من معلومات.