الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبشكره تدوم النعم وتزداد على مر الشهور والسنوات
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴿٤٣﴾
أيها المؤمنون :
تشهد بلادنا الحبيبة أمطاراً غزيرة لم تشهدها منذ عقود سنين طويلة جعلها الله غيثاً مغيثاً وصيباً نافعاً وسقيا رحمه لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق
ولابد من وقفات معها :
1/ الخوف وعدم الأمن من عذابه ثم الاستبشار بعد نزول المطر عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف في وجه قالت يا رسول أن الناس أذا رآو الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوماً العذاب فقالوا هذا عارضا ممطرنا " رواه البخاري يعني فجاءهم ريح فيها عذاب اليم .
2/ الدعاء عند نزوله بما ورد " اللهم صيباً نافعاً " رواه البخاري .
3/ حسر شيء من الملابس ليصيب المطر الجسد رجاء البركة عن أنس رضي الله عنه قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " مطر قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال " لأنه حديث عهد بربه " رواه مسلم .
4/ من السنة دعاء الله تعالى بخيري الدنيا والأخره فهو موضع إجابه للدعاء عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء ( الآذان ) و تحت المطر " رواه الحاكم وصححه الألباني .
5/ من السنن القول بعد نزول المطر " مطرنا بفضل الله ورحمته " عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال صلى لنا ( بنا ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة فلما أنصرف النبي صلى الله عليه وسلم فقال " هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا : الله ورسوله أعلم قال : قال " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فإما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب " وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " متفق عليه . وللأسف البعض يعلق نزول المطر على الظواهر الجوية ويتشبث بأقوال أهل الأرصاد وينسى أن أنشاء السحاب بقدرة الله تعالى ونزول المطر منه سبحانه وبمشيئة جل وعلا .
6/ حمد الله في السراء والضراء كان النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أصابه خير حمد الله وإن أصابه بلاء حمد الله فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره الحمد لله على كل حال .
7/ إذا كثر المطر وخيفة منه فمن السنة أن تقول " اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الودية ومنابت الشجر " .
8/ وإما ما حدث للأنفس والبيوت والطرق والجسور والسدود فنسأل الله أن يعوض أهلها فيما أصابهم وأن يكتب الشهادة لم مات غريقاً فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والغريق شهيد " رواه مسلم ثم ليأخذ الحيطة والحذر من البقاء في بطون الأودية مع الدعاء عند النزول في المكان المناسب " أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق " .
وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك )
محبكم
عطا الله بن عبد الله العتيبي
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
فهد الخليل
05/07/2013 في 4:01 م[3] رابط التعليق
أثابك الله واحسن إليك يشيخنا تذكير نافع نحن بحاجته
مشاري اليامي
05/08/2013 في 12:56 م[3] رابط التعليق
بارك الله لك وبك شيخنا الفاضل وزادك من نعيمه
أللهم لا إله إلا أنت يا مجيب المضطر إذا دعاه
أسألك أن تهدي أهلينا وترد ما تبقى منهم إليك رداً جميلا
لا طريق إلا ما هديتنا له
هادي المري
05/10/2013 في 1:04 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك شيخنا لكن انا عندي تساؤل وعلامات استفهام وتعجب اجدها دائماً بارزة في مخيلتي بعد كل خطبة جمعة واجد الكثيرين من أخواني يتفقون معي عليها , وهي ان خطباؤنا الافاضل تقليديين في مواضيع خطبهم ولا تخرج مواضيع خطبهم عن التطرق لشهر رمضان او الحج او الاختبارات والاجازة فقط , وهذه هي المواضيع الرئيسية التي تكرر علينا طوال العام بحيث اصبحنا نعرف ماذا سيكون موضوع خطبة الاسبوع قبل ان نستمع اليها ! ثم ان صياغة الخطب واقصد بها الصياغة اللغوية والادبية هي هي لم تتغير منذ مئات السنين على ما اظن ! بل ان مقدمات الخطب و اعجازها وما يرد فيها من الجناس والطباق لربما صيغت في القرن الرابع والخامس الهجري ولا يزالون الخطباء يرددونها علينا حتى حفظناها عن ظهر قلب ! وهنا اتساءل أين المواكبة للعصر يا شيخنا الفاضل ؟! وأين التجديد في صيغة الخطاب الديني ؟! ثم لماذا تخلو الخطب من طرح بعض المشاكل الاجتماعية المستجدة وإيضاح أنواع المعالجة الشرعية والفقهية لها بما يناسب العصر ؟! ثم يا شيخنا الفاضل الا ترى معي بأن الخطباء هم السبب الرئيسي بالوصول بالمنابر الى هذه الدرجة من الضعف وانعدام التأثير في الناس , من خلال إهمالهم البحث بجد عن مواضيع تفيد الناس في حياتهم اليومية وتزيد من رصيدهم الفكري وتضيف الى معرفتهم ؟ فمثلا لا نسمع في خطبهم شيئاً عن “الاعجاز العلمي ” رغم اتساع هذا المبحث في عصرنا الحاضر ؟! كما لا نسمع عن ما يسمى بـ” فقه النوازل ” فيما يخص بعض ما يواجهنا من اشكاليات فكرية ونفسية واجتماعية في عصرنا الحاضر وراي الدين فيها ؟! نحن نعلم يا شيخنا ان عملية التحضير لخطبة من هذا القبيل ليست بالعملية اليسيرة , فهذه تحتاج للوقت أولاً ثم لخطيب مثقف واعي يتمتع بعقلية علمية بحثية تؤمن بدور “المنبر” في صياغة سلوك المجتمع وفكرة وهذا لا يتوفر بكل اسف في الكثيرين من خطبائنا مع كبير اجلالنا لهم ولدورهم , لكن لربما بذل شيخنا بحكم موقعة في نفوس إخوانه الخطباء وبحكم منصبة في مكتب الدعوة والارشاد شيئاً من الجهد لتطوير وتجديد دور المنبر للخروج بالمصلين من الدائرة الضيقة للتكرار الممل الى رحابة العلم والمعرفة والايمان , وشكرا لكم ,
_ بطيبتي نقيه*
05/13/2013 في 4:47 م[3] رابط التعليق
_ جزاك ربي الخير ي شيخ