ابعاد الخفجى-سياسة:اعتبر المعارض السوري ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، أن قمة العشرين التي تحتضنها سان بطرسبرج الروسية، أفرزت مشهدين، أولهما يحكي التمترس والتخندق الروسي وراء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وثانيهما موقف أميركي مُحرج أمام الرأي العام العالمي، تسبب به تخطي نظام دمشق “الخطوط الحمراء” التي سبق لواشنطن أن وضعتها للرئيس الأسد، وضرب بها عرض الحائط واستمر في انتهاك دماء السوريين على مدى أكثر من عامين ونصف. وقال صبرا أمس إن سياسة موسكو، باتت واضحة للعيان، باعتبارها “متخندقة” وراء النظام السوري، ليس دفاعاً عنه، بل خشية أن تطاله الرغبة في التغيير، على اعتبار أن النظام الروسي مشابه إلى حد كبير النظام السوري في دمشق، حسب تعبيره. ولم يفت صبرا، الحديث عن الحرج الذي تعيشه الإدارة الأميركية أمام الرأي العام، العالمي على وجه العموم والأميركي على وجه الخصوص، بعد أن تخطى الأسد كل الخطوط الحمراء وتجاوز الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، واستهان بتحذيرات الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو ما قد يفسر على أنه ضعف في سياسة واشنطن، وقد يؤدي ذلك الفهم إلى “غطرسة” بعض الأنظمة، التي تعتبرها واشنطن في إطار “أنظمة الشر” في العالم. وفسر رئيس المجلس الوطني السوري هذا الأمر بالقول “سكوت واشنطن عن تخطي الأسد الخطوط الحمراء، سيفقدها عامل القيادة العالمية على الصعيد الدولي، ويجعلها محرجة أمام الرأي العام العالمي، وربما يقود بعض الأنظمة المشابهة لنظام الأسد إلى أن تسير على خطاه في الإجرام، وتواجه شعوبها بالحديد والنار”.
وعرّج صبرا على الموقف الأوروبي الناتج عن اجتماعات قمة العشرين في روسيا، واعتبر أنه يعيش حالةً من التردد، بحيث لم تقف الدول الأوروبية إلى جانب الموقف الروسي، ولم تؤيد كذلك الإدارة الأميركية، هذا بالإضافة إلى مسؤولية الأمم المتحدة، ذات الدور السلبي بالنسبة للأزمة السورية، على اعتبار أنها لم تتصد للموقف الروسي الذي منع على الأقل استصدار بيان يدين المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري على يد هذا النظام المجرم”.
وكانت قمة العشرين قد شهدت نوعاً من الفتور الذي فرضته عملية التدخل العسكري المحتملة في سورية، بسبب التضاد في الموقفين الروسي والأميركي، في وقت أخذت وسائل إعلام أجنبية على عاتقها مسؤولية كشف التباين في الردود الروسية الأميركية، بشأن استخدام نظام دمشق للسلاح الكيماوي، الذي تقول واشنطن إنها متأكدةً من أن النظام هو المسؤول الأول عن تلك الجرائم في هذا السلاح المحرم، وتقف موسكو في هذا الجانب مصممة على موقفها، وتعتبر أن عمليات الهجوم الكيماوي من صنع من تصفهم بـ”الإرهابيين، أو المسلحين”. إلى ذلك قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أوعز للبنتاجون، بوضع لائحة موسعة من الأهداف المحتمل ضربها في سورية، تتجاوز الخمسين، للحد من ترسانة النظام السوري الكيماوية.
09/07/2013 10:38 ص
قمة “العشرين” كشفت “العناد” الروسي و”الحرج” الأميركي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/09/07/53740.html