أبعادالخفجي – عبدالمحسن ماهل ، تصوير – شاير الشمري :
تطالعكم «أبعاد الخفجي» بسلسلة لقاءات تتناول أبرز المشاكل والهموم الأسرية “المشاكل والعلاج” تحت مسمى “أبعاد أسرية” وسوف تكون البداية عبر اللقاء الأول من خلال إلقاء الضوء على خطورة الأجهزة الذكية على أطفالنا .
لا ينكر عاقل أن الهواتف الذكية أصبحت الآن تلعب دورا كبيرا في حياة الناس، فقد أصبحت وسيلة للتواصل الاجتماعي والترفيه والمعرفة، ونتيجة لذلك أصبحت تنتشر بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، وزادت المدة التي يمضونها مع تلك الأجهزة الأمر الذي دفع كثيرا من الأخصائيين وولاة الأمور لدق ناقوس الخطر من الآثار السلبية التي قد تترتب على هذا الاستخدام مطالبين بتقنينه .
«أبعاد الخفجي» بهذا الصدد إلتقت برئيس التنمية الأسرية بالخفجي الشيخ سلطان الشهري والذي كان له بحث مستفيض ببهذا الصدد وقد تحدث بإسهاب في هذا الجانب.
-مصدر الخوف من الأجهزة الذكية أثبتته هذه الدراسات.
–للإستخدام المفرط للهواتف الذكية آثارا سلبيه في نمو الأطفال تكمن في أربع نواحي أبرزها الآتي.
–إبني عبدالله أحد أهم الأسباب لقيامي ببحث عن خطر الأجهزة الذكية على أطفالنا.
–كيفية التعامل مع العصر التكنولوجي بالنسبة لأطفالنا يبرز بهذه النقاط.
نرحب بك شيخ سلطان وبودنا أن نسألكم في البداية عن السبب والدافع وراء قيامك بإجراء بحث عن خطر الأجهزة الذكية على أبنائنا؟
بسم الله أولاّ أشكركم في صحيفة أبعاد على أن أوليتم هذا الموضوع الهام والحساس إهتماماَ وحيزاَ في صدر صحيفتكم ,ولعل أهم الدوافع التي جعلتني أنتبه لضرورة البحث في مثل هذا الموضوع الذي يتعلق بفلذات أكبادنا أنني لاحظت أن أبني عبدالله ذو الستة أعوام بدأ ينعزل عن جو ومحيط الأاسرة وأخذ في التعلق ببعض الأجهزة الذكية الموجودة في البيت أشد التعلق بل اصبحت ألاحظ عليه عدم التركيز والنسيان والشرود الذهني وغيرها من التصرفات والتي لم أكن أعهدها عليه قبل ملازمته لتلك الأجهزة
أبا عبدالله لو أطلعتم القراء في بداية هذا الموضوع الهام والحساس بأبرز النسب والأرقام والدراسات التي تبين حجم خطر الأجهزة الذكية على الأجيال الناشئة التي تعلقت بها ؟
في الحقيقة لعلي أقول أنه من المخيف أن تظهر دراسات تفيد بأن نسبة عالية من الأطفال يمتلكون أجهزة ذكية مستقلون عن أبائهم حيث ذكرت مؤسسة دوكمو اليابانية المتخصصة بهذا النوع من الدراسات أنها أجرت دراسة على خمس دول وكانت نتيجتها أن 70% من الاطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاما ممن شملتهم الدراسة يمتلكون هواتف نقالة مستقلة عن ذويهم.
هل تعني تلك الأرقام والنسب أن الأمر يعتبر هاجساً مخيفاً ومقلقاً للأباء والمربون ؟
نعم هذا يبعث في نفوس الأباء والمربون القلق والذي ينبغي اتجاهه القيام بخطوات جادة في إحتواء هذه الظاهرة الخطيرة والتي مع الأسف تملكت قلوب وعقول الصغار
هل هناك نسبه وتناسب في مدى خطورة تلك الأجهزة وتراوح الأعمارالمستخدمه لها ؟
بلاشك أن هناك نسبة وتناسب وعلاقة طردية فكلماصغر سن المستخدم لتك الأجهزة كلما زادت خطورتها
هل لك أن توضح للقراء أكثر؟
نعم وسأستشهد في هذا الصدد بما قاله وأورده الدكتور / يزن عبده
حيث أكد بأن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية آثارا سلبية على نواحٍ أربع في نمو الأبناء: من حيث النمو الجسدي، والذهني والانفعالي (العاطفي)، والاجتماعي.
ولقد بين الدكتور يزن بإن نمو التفكير التخيلي عند الطفل في سن الخامسة غاية بالأهمية كونه يعتبر المرحلة الثانية بعد التفكير الحسي ومرحلة تسبق وصول الطفل الى التفكير التجريدي، وأن الاستخدام المفرط لجميع الأجهزة الحديثة والذي يزيد على ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يوميا يضعف من هذه القدرة النمائية في الجانب الذهني، كون هذه الأجهزة توفر له الخيال وبالتالي تشكل الصور الذهنية بطريقة آلية بغض النظر عن رغبة الطفل انتهى كلامه .
اليس هناك فوائد يمكن أن ترجح إيجابيات إستخدام تلك الأجهزة على الجوانب السلبية ؟
في الواقع انه على الرغم من بعض فوائدها ، إلا أن للأجهزة الذكية واستعمالاتها تأثيرات سلبية على الأطفال تفوق الإيجابيات البسيطة والتي لا تتعدى مسألة إشغالها للطفل وملأ وقت فراغه
إذاً دعنا نسلط الضوء على بعض هذه السلبيات التى يواجهها أطفالنا من تلك الأجهزة ؟
يمكن تقسيم هذه السلبيات الى عدة أقسام رئيسه في بعض الجوانب :
أولاً الجانب الصحي :
– التأثير السلبي على الذاكرة على المدى الطويل
– الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا، قد يزيد من صفات التوحد والانعزالية
– قد تتسبب بأمراض عديدة وخطيرة كالسرطان، والإجهاد العصبي والتعب، ومرض باركن والأورام الدماغية،(مرض الرعاش).
– قد تشكل خطراً على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية، وأكثرها تعرضاً للخطر هي العين
– التشنج وضعف الذاكرة وعدم التركيز والسرحان والهذيان الذهني والكسل والخمول
– استخدامها كثيرا يتسبب في إنحناء الرأس والعنق، مقارنة مع أجهزة الحاسوب العادية التي تستخدم في المكاتب، لذا فهي تثير قلقاً حقيقياً
– تشكيل أوجاعاً في العنق والكتفين.
وقد كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع وقد انتشر في مواقع التواصل الإجتماعي مقطع يظهر طفلاً في العاشرة من عمرة وهو يعاني من تحرك لاإرادي من مكانه وذلك بقفزه بشكل تلقائي من كرسيه ومن فراشه أثناء نومه وسقوطه من سريره تقول والدته أن هذه الحالة تنتابه في اليوم قرابة (100) مره وهذا أمر مخيف ومحزن .
ثانياً : الجانب السلوكي :
أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فتتمثل في
– تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب .
– ظهور السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد وضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي، وضعف في الأعصاب وخمول وكسل في العضلات.
– قلة التواصل مع الناس.
– مساهمتها في انطواء الفرد وكآبته ولاسيما عند ملامستها حد الإدمان .
ثالثاً الجانب النفسي :
يقول الطبيب النفسي د. أشرف صالحي أن أحد أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الهواتف هو “التوحد الوظيفي” والناتج عن تعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي خاصة في حالات الآباء والأمهات العاملين وكثيري الغياب عن المنزل، وترك الطفل نهبا للأجهزة التقنية الحديثة
رابعاً : الجانب الإجتماعي :
أما من الناحية الاجتماعية فإن الدراسات تدل على أن المهارات الاجتماعية تضعف وتصاب بالتراجع بما يقارب نسبة 65% من الأصل الذي يجب أن تكون عليه بمرحلة الطفولة من سن خمس إلى عشر سنوات، ومن ذلك أن نسبة العدوانية الاجتماعية تزداد بشكل واضح، كون الطفل يشاهد هكذا مشاهدات وبالتالي يحاكيها ويسقطها على حياته.
يقول الدكتور يزن عبده الخبير التربوي في مجال الأطفال والمراهقين : هناك أطفال على النقيض من ذلك يصابون بالخجل والانطوائية جراء عدم نمو المهارات الاجتماعية من الحديث والتواصل الاجتماعي الجسدي كالسلام باليد، ومن التواصل الاجتماعي الإيمائي كالابتسامة وغيرها.
من وجهة نظرك ابوعبدالله ماهي البدائل التي ترى أنها مناسبة كي تملئ وقت الفراغ لدى الطفل وفي نفس الوقت تنمي قدراته الذهنية؟
لعل الألعاب الحركية بمختلف أنواعها تعتبر منمية للمهارات والقدرات الذهنية والجسدية والعضلية كاللعب بالكرة والدراجه والمكعبات ( مهارات الفك والتركيب ) والألعاب اليدوية الأخرى التي ليس لها مخاطر بالإضافة إلى القصص القصيرة والرسم وكل الألعاب اليدوية التي تحرض على الإكتشاف والإختراع وإيجاد الحلول
كما أن للحوار مع الأطفال والنقاش والإستماع لأرائهم دور هام ومفصلي في تحديد شخصياتهم وإكسابهم الثقة
قبل ختام هذا اللقاء تبرز أسئلة عديدة حيال كيفية التعامل مع هذا العصر التكنولوجي في الوقت الذي يشهد توسع لقاعدة مستخدمي الأجهزة الذكية على مستوى العالم لاسيما صغار السن؟
1- منع الأطفال دون سن العاشرة من إستخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط بل المنع التام هو الأفضل وإشغالهم بما هو مفيد لهم من ألعاب رياضية وحركية ورسم وقراءة ويمكن تحديد ساعة في اليوم لمن هم فوق السابعة كحد أقصى للعب بها بإشراف من الوالدين أوأحدها .
2- وضع حساب موحد على الأيتونز بإسم أحد الوالدين لجميع الأجهزة الموجودة لدى الأبناء حتى يكون الوالدان على دراية بما يتم تحميله .
3- أبعاد الأجهزة كلياً عند النوم وذلك تجنباً لسهر الأبناء عليها في ضل غياب الوالدين .
4- من المهم أن يكون الوالدان على علم ودراية بما يكون في هذه الأجهزة وطريقة استخدامها وستخدام البرامج فيها حتى لو اضطر الاب أو الأم للجلوس مع الإبن ليشرح لهم كيفية أستخدامها .
5- فتح جلسة حوارية بين الفينة والأخرى بين الأباء والأبناء للحديث عن ما استفادوه من الأجهزة وهذا بالنسبة لمن جاوز الثانية عشر من العمر سواء من الأبناء أو البنات .
6- توعية الأبناء بمخاطر هذه اأجهزة وبرامج التواصل الإجتماعى وتفحص حساباته كل فترة سواء (الإنستقرام أو التويتر أو الفيس بوك )أو غيرها من برامج التواصل الكثيرة والموجودة وتحذيرهم من عدم قبول أي صداقات لايعرفونها ومكاشفتهم ببعض الحوادث التى وقع ضحيتها الكثير من الشباب والفتيات بسبب التساهل في ربط علاقات مع مجهولين في هذا العالم .
بماذا تود أن تختم شيخ سلطان هذا اللقاء ؟
أكرر شكري لـ «أبعاد الخفجي» على إهتمامها بكافة تفاصيل المجتمع وهمومه وأرجوا من كل أب وكل أم استودعهم الله لهذه الأرواح البريئة أن يتقي الله فيهم وأن يحرص عليهم فإننا مسؤولون أمام الله عنهم يقول عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
أسأل الله أن يحفظ علينا أبنائنا وأن يصلح لنا ذريتنا إنه جواد كريم
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ام العبادله
10/27/2014 في 12:08 ص[3] رابط التعليق
اشكر الشيخ سلطان لجهوده البارزه في خدمه شباب الخفجي وفعلا ماتم طرحه موضوع جدا خطير وحساس واري بانه لابد من وقفه حازمه تجاه هذا الداء الخطير الذي بداينتشر بين فئه الاطفال خصوصا ولابد من تكاتف الجهود بين البيت والمدرسه والمسجد الشكر لكم ياابعاد علئ هذه الخطوه السباقه في ابعاد اسريه
فارس بلا جواد
10/27/2014 في 8:44 ص[3] رابط التعليق
لقاء جميل و مفيد ، مع شخص يليق به ان يكون في هذا المكان ، فلو لم يكن الشيخ سلطان الشهري رئيسا للتنمية الأسرية بالخفجي لتمنيت ان يكون هو رئيسها.
انه نعم الرجل في اخلاقه وما تأتي الأخلاق الا بخير ، اضافة الى معرفته بما يقوم به وحرصه على المصلحة العامة.
هذه مشكلة عويصة يعاني منها الآباء وقلما يلقى الضوء عليها من المسئولين والباحثين بشكل يبين مخاطرها للمجتمع المنغمس في انشغالة في امور اقل اهمية .
شكرا للأخ العزيز عبد المحسن الماهل على هذا اللقاء المفيد ولضيفه الكريم على استقطاع جزء من وقته لهذا اللقاء وجزاكما الله كل خير.
سعود صنيتان العتيبي
عادل صالح الخمعلي
10/31/2014 في 4:16 م[3] رابط التعليق
شكر الله لك شيخ سلطان وجزاك الله خيرا.
غير معروف
11/07/2014 في 2:31 ص[3] رابط التعليق
صح صادق