تباينت ردود الفعل بين المتداولين في السوق المالية، وبين المحللين تجاه القرار الذي أصدرته شركة السوق المالية السعودية، والقاضي بتعديل وحدات تغير السعر للأوراق المالية، والذي سيتم بموجبه تخفيض قيمة وحدات تغير السعر الحالية وإضافة نطاقات سعرية جديدة ابتداءً من ” تداول” يوم الأحد 4 يونيو 2017.

وفي الوقت الذي أكد فيه مراقبون، على أن قرار ” تداول” يأتي ضمن الإصلاحات المالية الكبيرة التي يخضع لها الاقتصاد الوطني، من خلال ورش عمل كبرى تهدف إلى تحسين البيئة الاستثمارية، أشار متداولون إلى أن القرار مجحف بحق المضاربين الأفراد، مؤكدين أن السوق أصبح طارداً للمضاربين بعد صدور هذا القرار.

وحول قرار ” تداول” أوضح المحلل المالي عبدالله الربدي -نائب رئيس شركة سعودي سكوب للدراسات والاستشارات المالية والاقتصادية-، إن من إيجابيات القرار تقليل المخاطر بين العرض والطلب، مشيراً إلى أنه كان هناك فجوة بين العرض والطلب مضافاً إليها عمولة الشركة، وكذلك عمولة “تداول”، وقال: إنه في السابق لو أراد متداول الشراء من العرض ثم إعادة العرض مرة أخرى، فإن هناك خسارة محققة وكبيرة بحكم وجود هامش كبير بين العرض والطلب.

وأضاف: إن تقليل هذا الهامش سيساعد على الحد من الخسائر الناتجة بين فروقات الأسعار النظامية التي بين العرض والطلب، من هنا القرار الجديد سيقلل الخسائر ويفيد المتداول بشكل عام، من جانب آخر إن هذا القرار سيمكن السوق السعودية أن تكون أنظمتها متوافقة مع الأسواق العالمية، وخصوصاً أسواق المنطقة، والتي جميعها انتقلت إلى هذا النظام وسبقت السوق السعودية في هذا التوجه.

وبين عبدالله الربدي، أن شريحة من المضاربين كانوا يعتمدون على تلك الفروقات في السباق، حيث كانوا يستغلون تلك الفروقات بما كان يحقق لهم هامش ربح معين، مؤكداً أن هذه النوعية من المضاربين هم المتضررون من قرار “تداول” الأخير، وأشار إلى أن السوق سوف تتكيف مع القرار بشكل سريع كما تكيفت بقية أسواق العالم مع مثل هذا الإجراء بشكل مرن.

وقال: أرى أن قرار “تداول” الأخير قرار جيد، ويعزز الاستثمار، ويحد من المخاطر المحتملة التي كانت تطال أفرادا بسطاء فقدوا كثيراً من الأرباح بسبب الفجوة السابقة بين الطلب والعرض.

وشدد على أن ردة فعل المتعاملين تجاه القرار هي ردة فعل عاطفية، مؤكداً على أنه من الطبيعي أن تواجه القرارات الجديدة ردة فعل سلبية إلى أن تتضح محاسن وإيجابيات القرار، فيتم التكيف معه وقبوله بعد حين، وتوقع الربدي أن يبدأ التأقلم مع القرار الجديد خلال جلستين على أعلى تقدير، وأشار إلى أن شركة السوق المالية “تداول” ماضية قدما نحو تهيئة السوق السعودية لتصبح سوقاً استثمارية، وأن تتأهل إلى الأسواق الناشئة عن طريق مؤشر “مورغان ستانلي” للأسواق الناشئة، وبين أن هيئة السوق المالية، و”تداول” ينظرون إلى الصورة الكبرى والفوائد الكبرى وليس الفوائد الصغرى الخاصة بالمضاربين، مشدداً على أن المضاربين هم محرك السوق ولهم أهمية معينة، إلا أن الفوائد الكبرى التي ستتحقق لمصلحة الاقتصاد الوطني أكبر أهمية.