أوضح د. عبدالرزاق المرجان -عضو الأكاديمية الأميركية للطب الشرعي، الأدلة الرقمية- أن حكومة قطر فشلت في إيجاد مخرج من أزمتها بتورطها بالإرهاب وذلك عن طريق استعانتها بالحرب المعلوماتية الحديثة الشرسة لمدة أسبوع منذ نهاية قمة الرياض وحتى قبل صدور القرار المزلزل من الرياض بيوم.

وقال إنها كانت تحاول جاهدة لإجهاض القرار الحاسم من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وإغلاق الرياض جميع منافذها البرية والبحرية والجوية معها لحماية هذه الدول أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف التي تتبناه حكومة قطر.

مضيفا أن حكومة الظل القطرية الداعمة للإرهاب الدولي كانت على علم مسبق بأن هناك قراراً حاسماً يلوح في الأفق وسيصدر بحقها منذ قمة الرياض.

وبدأت بمسلسل الحرب المعلوماتية بعد عدة أيام من انتهاء أعمال قمة الرياض بإصدار الخطاب الأميري القطري الناري ضد المملكة والبحرين والإمارات ومصر. ثم زعمت قطر في حادثة استثنائية في منطقة الخليج على المستوى السياسي أن موقع الوكالة القطرية قد تعرض للاختراق من قبل مجموعة مجهولة وفبركة التصريح الناري، لإيهام الجميع بأن موضوع الخلاف بين هذه الدول هو هذا التصريح المفبرك. ثم دخل الخليج في دوامة الحرب المعلوماتية مروراً باختراق الحساب الشخصي لوزير الخارجية البحريني من مخترق إرهابي جاهل ومتطفل، وانتهاء باختراق حساب البريد الشخصي لسفير الإمارت في واشنطن، كما أدعت الصحيفة الأميركية من مجموعة غير معروفة يقال إنها من روسيا.

وأشار المرجان أن قطر كانت تنتظر هذا الاختراق بفارغ الصبر حيث جيشت قواها الناعمة لمحاولة ضرب العلاقات السعودية الإماراتية. وحاولت قناة الجزيرة بشكل مباشر عن طريق ضيوفها المشبوهين توجيه اتهامات للإمارات وتسويقها بالتدخل في نظام الحكم في المملكة والمنطقة لتأليب المجتمع السعودي على الإمارات.

وكان لحكومة الظل القطرية هدف إستراتيجي في الحرب المعلوماتية وإحداث فوضى في العالم الافتراضي لإثبات أن موقع وكالة الأنباء القطرية قد اخترق وأن أي قرار سيبنى عليه في المستقبل لا أساس له من الصحة لأنه جاء كردة فعل لتصريح الأمير المسيء. ويهدف إلى إجهاض أو تأجيل قرار الرياض الحاسم لعدم شرعية القرار.

ومن وجهة نظر فنية يؤكد د. عبدالرزاق بأنه قد يكون هناك اختراق في أي نظام إلكتروني على الإنترنت ولكن قرار الرياض والعواصم الأخرى الحازم يرجح افتراضية أن موقع وكالة الأنباء القطرية لم يخترق إلا بتدبير وتعاون لتحقيق أهداف سياسية قطرية ويؤكد فرضية أن حكومة الظل في قطر لديها علم مسبق بأن هذه الدول ستتخذ إجراءً قاسياً وستعلن الحقائق.

وللتدليل على ذلك نجد أن بيان وزارة الخارجية القطري الذي أصدر رداً على قرار الرياض بقطع العلاقات أدعى أن إجراءات الرياض غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساسا لها من الصحة. وأضاف البيان أن دولة قطر تعرضت لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة مما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة.

وفي النهاية يتضح أن إستراتيجية حكومة قطر باستخدام الحرب المعلوماتية والادعاء بالاختراق ذريعة لإجهاض قرار الرياض وتضليل الرأي العام الخليجي حقق فشلا ذريعاً. فالقرارات من الدول الثلاث الخليجية واليمن ومصر وليبيا والمالديف دلت على أن حكومة قطر تدعم الإرهاب وقرار الرياض كان قراراً حكيماً، لذلك لا داعي أن تقوم وكالة اف بي اي بالمشاركة في التحقيق لأن سيناريو الاختراق دبر بليل وبعلم الحكومة القطرية.