أكد مختصون في السياسة والإعلام بأن خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في أول ظهور له منذ الأزمة مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب متناقض ويكشف عزلة قطر عن محيطها الخليجي والعربي، ويبين بأن هناك أزمة داخلية في قطر لما تواجه الدوحة من انكشاف أمرها كداعم رئيسي للإرهاب .

وقال المحلل السياسي خالد الزعتر بأن مجمل الخطاب كان موجها للداخل القطري لمحاولة أن يلعب على وتر المظلومية في وجه مرتبك، ويحاول أن يشد من أزر الشعب القطري ليؤكد بأن قطر لديها القدرة للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، ويكشف توقيت الخطاب مما جاء يحمل معه بأن النظام الحاكم في قطر لديه مخاوف من أن يؤدي اشتداد الأزمة الحالية إلى إثارة الغضب الداخل القطري والانقلاب عليه، وخاصة وأن شعب قطر أصبح منعزلا عن محيطة الخليجي ومحيطة العربي، وهذه سابقة من نوعها بخاصة أن الشعب القطري يعد امتدادا أصيلا للشعب الخليجي ولا يستطيع هذا الشعب أن يعيش بعيداً عن محيطة الخليجي والعربي، لذلك بدأ الخطاب في محاولة استنهاض الهمم والشد على يد الشعب القطري للتكاتف مع الحكومة لتتجاوز هذه الأزمة وخاصة من جانبها الاقتصادي ،وأضاف بأن الخطاب بدا متناقضا أكثر لأنه ذكر كلمة الحصار أكثر من مرة ولم يذكر كلمة مقاطعة، وفي نقطة أخرى جاء يشكر العديد من الدول تركيا وإيران وروسيا وأمريكا والتي فتحت أجواءها ومياهها الإقليمية أمام قطر، وهذا يؤكد أن الخطاب السياسي في قطر لا يزال حتى هذه اللحظة كما كان في بداية الأزمة متناقضا إلى درجة كبيرة لا يعرف التفريق بين ما معنى المقاطعة الحاصلة حالياً وما معنى الحصار الذي يحاول أن يلعب به على وتر المظلومية لاستعطاف المجتمع الدولي، مبيناً الزعتر بأن خطاب أمير قطر المتناقض الفعلي الضعيف في مخرجاته جاء ليظهر للشعب القطري هو الحاكم الفعلي، وخاصة بعد أن خرجت أطراف كثيرة من العهد القديم للساحة الإعلامية القطرية مع الأزمة كخروج حمد بن جاسم يتحدث وكأنه الحاكم الفعلي في قطر، أما الخطاب سياسياً على المستوى الخارجي جاء ليؤكد أنه لا يوجد أي بوادر لحدوث انفراجة في تغيير السياسية القطرية، مما يعني أن هذا الخطاب أن لم يكن تصعيداً إلا أنه لا يزال كما كان منذ البداية يستخدم سياسة المراوغة والمماطلة والانكار عن التهم الموجهة إليه، وهذه التهم لم تقتصر فقط على الدول المقاطعة، بل هناك كثير من الدول الغربية التي تعد من أقرب حلفاء قطر أشارت بأصابع الاتهام للدوحة أنها داعمة كبيرة للإرهاب .

فيما قال المستشار الإعلامي هاني الشحيتان :

يتضح أن قناة الجزيرة هي التي أشرفت إعلامياً على خطاب أمير قطر بذات الأسلوب الذي كانت تشرف فيه على خطب ابن لادن والظواهري، كما كانت الصور المحيطة بأمير قطر مقصودة بشكل غير موفق، وهذا يثبت أن قناة الجزيرة لازالت مصرة على أسلوبها الإعلامي القديم والذي تجاوزته الشعوب العربية وأصبح مكشوفاً، وأضاف بأن المصطلحات السياسية التي وردت في خطاب أمير قطر تستطيع تجميعها من عبارات فيصل القاسم في برنامجه الاتجاه المعاكس لأنها مجرد شعارات سياسية تلعب على البعد العاطفي ولم ترتق لمستوى كلمة زعيم دولة، بل مجرد خطاب انهزامي عاطفي ومتناقض يستطيع كتابته أي شخص عادي، وأكد على أن تشديد أمير قطر في الخطاب المتناقض على احترام السيادة مخجل وينم عن عدم خبرة سياسية، فكيف بأمير دولة يدعو لاحترام سيادة دولته، وبلده هي التي انتهكت سياسة مصر وتدخلت في شؤونها الداخلية، كما حرضت على التخريب في البحرين، وتدخلت في الامارات، وكذلك العديد من الدول لم تسلم من التدخلات القطرية.