أخفق المنتخب السعودي الأولمبي في المنافسة على لقب البطولة الآسيوية تحت 23 عاماً التي تجري أحداثها في الصين، بعد الخروج الباكر من دوري المجموعات دون تحقيق فوز وبنقطتين فقط من تعادلين وبعد خسارة مفاجئة صفر- 1 من نظيره الماليزي، أضعف فرق المجموعة الذي نال البطاقة الثانية على حساب “الأخضر”.

ظهر الأولمبي السعودي في ثلاث مباريات متتالية في مجموعته، دون شخصية فنية واضحة للمنافسة حتى على التأهل المتاح عن مجموعته، باجتهادات عناصرية مبعثرة، وفوضى فنية لا تعرف طريق مرمى المنافس جيداً على الرغم من تواجد الكثير من النجوم الشباب في صفوف المنتخب، مع الفشل الذريع للجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني دانيال تيغيليا في استثمار هذه المواهب الشابة وصياغة منهجية فنية لها طموحات المنافسة على اللقب القاري.

الخروج السعودي الباكر من البطولة الآسيوية تحت 23 عاماً كان لافتاً للمتابعين للبطولة، وتكرر للمرة الثانية على التوالي بعد النسخة السابقة في قطر، وبذات النتائج دون تسجيل فوز واحد، وأعاد ذلك إلى الأذهان الإخفاقات التي تعرضت لها الكرة السعودية في العقدين الأخيرين، على الصعيد القاري تحديداً على الرغم من أن جل اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في هذه البطولة كانوا قبل أشهر على منصة التتويج مع الأخضر الشاب وصيفاً في بطولة آسيا للشباب في البحرين قبل عام مع المدرب الوطني سعد الشهري، الذي تعرض للإقالة بعد انتهاء المشاركة في كأس العالم للشباب في كوريا الجنوبية، من اتحاد الكرة دون سبب مقنع، إذا يرى كثير من النقاد أنه كان الاسم الأنسب والأفضل لقيادة المنتخب الأولمبي بعد التألق في بطولة آسيا للشباب، وخسارة اللقب في الرمق الأخير أمام المنتخب الياباني بضربات الترجيح، ثم الظهور المشرف بالتأهل لدور ثمن النهائي في كأس العالم للشباب، وحتى مساعده الوطني صالح المحمدي الذي تسلم المهمة بعده، وقاد كمدرب المنتخب الوطني الأولمبي في التصفيات النهائية، تحول إلى مساعد للمدرب البديل دانيال تيغيليا، فكانت المغامرة الحاسمة، التي لم يحسب اتحاد الكرة حساباً لتأثيراتها على عطاء اللاعبين الشباب مع المنتخب الأولمبي.

على اتحاد الكرة الآن وبعد الإخفاق الآسيوي الحاصل على الصعيد الأولمبي، والخروج الباكر من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي، دراسة سلبيات المشاركة السعودية في هذه البطولة، من مختلف الجوانب، وإعادة النظر في أوضاع الفئات السنية في المنتخب السعودي، التي تحتاج الى عمل تكاملي ممنهج على المدى البعيد، ينطلق من البراعم وحتى الأولمبي مع غرس التحدي واختيار الكفاءات الفنية المميزة التي تقود هذه المنتخبات إلى تحقيق الإنجازات، وتشريف الكرة السعودية في المحافل الدولية، إذ إن حجم الاهتمام بمنتخبات الفئات السنية السعودية هو المستقبل لصناعة منتخب أول، يكمل التوهج والحضور الفني الذي يسبقه في الفئات السنية، ولعل مشاركة المنتخب السعودي الأول في مونديال روسيا 2018 الصيف المقبل، تكون فرصة لوضع خارطة طريق جديدة أمام اتحاد الكرة، ورسم ملامح مستقبل المنتخبات السعودية بعد المونديال، واستثمار هذه المشاركة في تكريس الطموحات والتحديات في أذهان لاعبي الفئات السنية، بأن المشاركة في أي بطولة لتمثيل الوطن، ليست لمجرد المشاركة فقط، بل للمنافسة القوية على أي بطولة، كمرشح قوي وثابت، له شخصيته الفنية التي تفرض تميزه أمام المنافسين.