حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. صلاح البدير من التسرع في الفتيا بغير علم، عاداً ذلك افتراء على الله تعالى وكذباً على شريعته وعباده، مشدداً على أن الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة التي تصدر من غير المؤهلين تهدم الإسلام والدين، وتثير البلبلة والفتنة، وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين، وتظهر الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق.

وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: من الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده ما يفعله بعض من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة والأعراض الدنيئة الزائلة من التسرع إلى الفتيا بغير علم، والقول على الله تعالى بلا حجة، والإفتاء بالتشهير والتلفيق، والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح، وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة، والتي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكثيرة، وآثارها السيئة العظيمة على الإسلام وأهله، والتي لا يقول بها إلا من فرغ قلبه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه، وعمر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق، قال بعض السلف: أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره.

وأضاف د. البدير: إن الشريعة جاءت بالوسطية والتيسير والتخفيف والتسهيل والتوسيع والسماحة ورفع الحرج على المكلفين، وليس المقصود بالتيسير تتبع رخص المذاهب الفقهية وأقوال العلماء، واختيار الأسهل منها بل المراد الرخص الشرعية التي جاء الدليل الشرعي بالترخيص فيها لأهل الأعذار كالمريض والمسافر والصغير إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات.