بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحق المبين واشهد ان لا إله الا الله خالق الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي لا ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي النجابة والطهارة والفضل المكين .

فإنا نبينا صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا شيئاً ينفعنا الا دلنا عليه ولم يترك شراً الا حذرنا منه

وقد أنذرنا خمس خصال مهلكه فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الإ نشأ فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان الا أخذوا بالسنين وشدة المؤونه وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم الا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله الا سلط عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا ما في أيديهم ، وما لم تحكم ائمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله

الا جعل بأسهم بينهم )) رواه ابن ماجه في سننه وصححه الألباني رحمه الله .

حديث عظيم جامع يتضمن خصالاً خمس أذا وقعت فيها الأمة أتاها العذاب من الله تعالى معجلاً في الدنيا بخلاف ما ينتظرها في الآخرة من الوعيد ونقف عند الخصلة الأولى :

1/ حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من ارتكاب الفاحشة وإظهارها والتمادي فيها لأن ظهورها والتمادي فيها ينتج عنه انتشار الطاعون " كل مرض فتاك من شأنه الانتقال للآخرين بالعدوى التي يقدرها الله جل وعلا فيه فإن له حكم الطاعون " .

2/ الإسلام يقيم العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس المشاعر النبيلة الراقية الطاهرة قال سبحانه وتعالى " ومن آياته خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " آية 21 الروم .

3/ إن تهيئة المناخ الطاهر النظيف ليتنفس المسلم فيه في جو اجتماعي طاهر نقي يتفق مع الفطرة السوية .

4/ حدد الإسلام كثير من الضمانات الوقائية التي تحمي المجتمع المسلم من الوقوع في مستنقع الرذيلة وذلك لتعيش الجماعة كلها في هدوء وأمان وهذا قمة الخير للإنسانية كلها .

5 / ظهر تصديق هذا الخبر النبوي الشريف في عصرنا حيث ظهرت امراض لم تكن في أسلافنا ومنها مرض " الايدز " وهو ضعف المناعة المكتسبة وهو طاعون العصر ومنها فيروس كورونا الذي قال مكتشفه الدكتور علي محمد زكي إن أصله موجود في الخفافيش .

6/ جات الشريعة الغراء بمنهج لا يحارب دوافع الفطرة وإنما ينظمها ويطهرها ويرفعها عن مستوى الحيواني البهيمي ويرقيها إلى أسمى المشاعر والعواطف التي تليق بالإنسان كإنسان .

7/ قوم لوط عبرة وعظة حيث عاقبهم الله تعالى أشد العقاب لانتكاس فطرتهم وخروجهم عن المنهج الصحيح الذي أمرهم نبيهم لوط عليهم السلام قال تعالى " ولوطا إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تصبرون " آية النمل 54 وكانت العقوبة " فجعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجين " آية الحجر 74 .

8/ من الحلول الوقائية من فيروس كورونا ما ذكره الطبيب المكتشف له د. علي محمد زكي الاستاذ بقسم المايكرو بولوجيا الطبية والمناعية بكلية جامعة عين شمس حالياً وانه لابد من تهيئة المعامل البحثية لتعامل مع الاصابات ولا بد من تظافر الجهود الصحية والحكومية والأهلية لمواجهته في مهده .

9/ وقد سئل الطبيب المكتشف له عن أعراض كورونا فأجاب أعراضه الحمى والكحة المرحلة الأولى ومن ثم أن تتحول لنفس أعراض الفشل الكلوي أيضا ومن ثم اختناق في الرئة وضيق التنفس .

ولما سئل عن العلاج قال الدكتور زكي " الله أعلم " إذ لا يوجد تطعيم أو نصل حتى الآن ، وسئل عن تجنب المرض قال اعتمد على التشخيص الشريع والدقيق للمريض وسرعة عزل المريض لتقليل مخاطر انتشاره وأي شخص تم اكتشاف المرض فيه يجب عزله فوراً انتهى كلامه منقول من جريدة اليوم الاربعاء 5/7/1434هـ .

وهذا يسمى بالحجر الصحي الذي سبق إليه الإسلام (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُرِيدُ الشَّامَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ ، فَاسْتَشَارَ النَّاسَ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ أَنْ يَمْضِيَ ، فَقَالُوا : خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ ، وَقَالَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَرَى هَذَا الرَّأْيَ أَنْ نَخْتَارَ دَارَ الْبَلاءِ عَلَى دَارِ الْعَافِيَةِ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا ، فَجَاءَ فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي عِلْمًا مِنْ هَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا ، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " قَالَ : فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ : إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ ، فَأَصْبَحُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ ، إِحْدَاهُمَا خَصِيبَةٌ ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَقَالَ لَهُ أَيْضًا : أَرَأَيْتَ لَوْ رَعَى الْجَدْبَةَ ، وَتَرَكَ الْخَصْبَةَ أَكُنْتَ مُعَجِّزَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَسِرْ إِذًا . فَسَارَ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ : هَذَا الْمَحِلُّ ، أَوْ قَالَ : الْمَنْزِلُ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

اللهم إنا أسالك العفو والعافية في الدنيا والأخرة .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

محبكم

عطاالله بن عبد الله العتيبي