كلنا الخفجي ولا عنك يالخفجي صدود *** قطعةٍ منا وفينا وعدت مجملا

كم واحدٍ منكم ينتشي بذكر الخفجي ... نحبها لبساطتها ... نحبها في تركيبتها السكانية ... نحبها لموقعها بين بر وبحر ...

بالرغم من أني صغير في السن خرجت من بطن أمي وغرزت مناخري في "سبخة الخفجي" وتحديدا في بيت شعر "جنوب مسجد العيد القائم حالياً"...

أنتشي فرحة إذا ذُكرت الخفجي في أي مكان وأرفع رأسي لأشارك الحديث عن الخفجي حتى لو لم يكن الحديث موجهاً لي أو حتى إن لم أكن أعرف المتحدث عن الخفجي , أحب دائماً أن أربط علاقاتي وأعرّف أي طرف آخر أنني من أبناء الخفجي وعن طريق ذلك تعرّفت على الكثير ... أخاطب من أتعرف عليه عن الخفجي حسب ميوله واهتمامه فإذا كانت ميوله "رياضية" أخبرته أن الخفجي أنجبت أحد نجوم الرياضة السعودية "الحسن اليامي" وإذا كانت شرعية وعلمية أقول له بأن "الدكتور فهد الفهيد" من أبناء الخفجي ... وإذا كانت ميول الشخص الذي أحدثه عن الخفجي فنية أو "هواوي" أقول بابتسامة عريضة بأن "ماجدة الرومي" كانت أيام الحرب الأهلية اللبنانية من سكان الخفجي وأُسمعه حين أحدثه" كلمات ليست كالكلمات"...

أما إذا كان الشخص الذي أتعرف عليه شخصية مهتمة بالسياسة أو الاقتصاد أو كان شخصية عامة فإني أقول له أن الدكتور عبدالله القويز رجل الاقتصاد وسفير السعودية السابق في البحرين قد عاش جزء من حياته في الخفجي وقد كانت من أجمل سنين حياته قضاها في الخفجي كما أخبرني ... واستدرك بذكر "الحسن اليامي" و "الفهيد" و أميرة الغناء العربي "ماجدة الرومي" وجميعهم قد قضوا سنين جميلة في محافظة الخفجي البسيطة في مبانيها العظيمة في مُخرجاتها...

وقد أضفت لقائمة مشاهير الخفجي مؤخراً المبدع المصور "فهد الدعجاني" الذي حقق المركز الثالث عالمياً في مسابقة تصوير "قوقل" ... كل هذا لأن الخفجي تعني لي ولأبنائها الشيء الكثير... وقد أطيل في الحديث وأفتح ذكريات المراهقة لأكثر من ذلك بعيد حتى تمر الذكريات على أغنية الفنان الشعبي فتى رحيمة "صارت الخفجي ... لخفاقي عذاب".

كل هذه المقدمة كي أقول بأن الخفجي "عظيمة" وتستحق ما يعكس عظمتها والعظمة لله جل في علاه ...

في الأيام الماضية طالعتنا أبعاد وغيرها من المواقع التابعة للخفجي عن عزم لجنة المناسبات وبتوجيه من محافظ الخفجي إطلاق "مهرجان كلنا الخفجي" الخامس وأشكر المحافظ على هذه البادرة التي يفرح بها كل محب للخفجي وكل من يقدّر ويعرف ماذا تعنيه الخفجي أو بالأحرى ماذا يعني مسمى المهرجان "كلنا الخفجي"!!

قد يخطئ من يظن أن مهرجان "كلنا الخفجي" كالمهرجانات التي تقام في أي مدينة أخرى "ربيع النعيرية" أو "صيف أبها" أو "مهرجان بريدة" ... الرمزية الكبيرة والعظيمة لمسمى "كلنا الخفجي" توازي في قوتها أكبر المهرجانات في السعودية كـ "الجنادرية" و "سوق عكاظ" فلهذه الرمزية تاريخ عظيم حديث ابتدأ بعد قصيدة "خلف بن هذال" المشهورة إبان حرب الخليج الثانية فلذلك هذا المهرجان مهرجان وطني بالدرجة الأولى ويجب أن يكون عالمي وأن يُحتفى بكل شيء متعلق باسم المهرجان.

ومن المعروف أن لأي مهرجان داعمين سواء بالمال أو الإعلام وما أستغربه صراحة في الخفجي قلّة الشركات الداعمة للأنشطة فلا نجد إلا شركتين هما المتصدرات في الدعم ويغيب عن الدعم شركات كثيرة وبنوك ومؤسسات ورجال أعمال الأولى بهم أن يوجهوا ولو القليل مما أعطاهم الله لدعم هكذا محافل ... سأقول بصراحة لا يوجد من يدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية في الخفجي سوى شركة أرامكو لأعمال الخليج وشركة شيفرون السعودية أما باقي الشركات فهي كما نقول بالشعبي "من ربع هنهم وكثّر خير من تكلف!!" , ويجب على المسؤولين في الخفجي الضغط على شركات وبنوك ومؤسسات كثيرة لدعم مهرجان "كلنا الخفجي" فنحن نريد أن يكون هذا النشاط محفل ونشاط سنوي ورافد اقتصادي يتكرر كل سنة .

أقول:
أين شركة الاتصالات من الدعم؟ أين شركة موبايلي؟ أين البنوك الرياض والراجحي والعربي والأهلي وأخوهم الصغير بنك البلاد؟ أين الأسواق العالمية من الدعم وهي من المستفيدين من التعويضات في حرب الخليج؟ أين شركات حفر البترول؟ بل أين محطات المحروقات كالقرني والعفنان الذين استفادوا من التعويضات أيضاً؟ أين تجار الخفجي الذين عوضتهم الدولة لتوقف أنشطتهم أو لتضررها في الحرب عن دعم المهرجان؟ أين الغرفة التجارية وماذا قدمت لدعم المهرجان؟ أين شركة بيت الرياض وهي من المستفيدين من التعويض؟ وأين؟؟ وأين؟؟ وأين؟؟؟... كلها علامات استفهام لعل وعسى نجد لها الجواب الشافي.

ولا أنسى القائمين على المهرجان ماهي خططهم وماذا سيقدمون لو حصلوا الدعم المطلوب فالوقت أقل من شهرين والساعة تمضي؟ هل هم يعون ويدركون أنهم يسابقون الزمن لإقامة مهرجان وطني مهم؟؟ هل طرأ على أحدهم أن يذكر عوائل شهداء معركة الخفجي ويجعل لهم يوماً من الثلاثين يوم من أيام المهرجان؟ هل لدى القائمين "لجنة المناسبات" الخبرة والمقدرة لإدارة هكذا نشاط؟

لا نريد سوق شعبي و "طرطعان" وأمسيات شعرية فقط ... نريد أن يكون مهرجان "كلنا الخفجي" يليق بتلك اللحظة التاريخية التي قال من أجلها الشاعر "خلف بن هذال":

كلنا الخفجي ولا عنك يالخفجي صدود *** قطعة منا وفينا وعدت مجملا

*نصيحة للجنة المناسبات: استعينوا بشركة تنظيم حفلات أو افتحوا باب التطوع للشباب الذي يرغب بالمشاركة عاجلاً وحبذا يكون هناك يوماً مفتوح في أحد صالات الحفلات تواجهون فيه أهالي الخفجي وتأخذون برأيهم ...

مدلول الشمري