[caption id="attachment_1058" align="aligncenter" width="100"] مدلول الشمري[/caption]

تمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه المملكة ، ولعل أسوأ وأبرز سمات الأزمة الاقتصادية هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد المستمر المطرد في عدد الأفراد القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه.

حيث تُعدُّ البطالة من أخطر وأكبر المشكلات التي تهدد استقرار الأمم والدول، فالبطالة تشكل السبب الرئيس لمعظم الأمراض الاجتماعية وتمثل تهديدًا واضحًا على الاستقرار السياسي .

وكشف وزير العمل المهندس عادل فقيه أن نسبة موظفي القطاع الخاص من المواطنين السعوديين تقل قليلاً عن 10%، وأن الشباب السعودي يُعاني معدلات بطالة هي الأعلى في المنطقة بعد العراق، وقبل أسابيع قليلة أصدر البنك السعودي الفرنسي تقريرًا عن الاقتصاد السعودي تضمن أرقامًا واحصائيات مذهلة حول البطالة في بلادنا، التقرير يقول: إن نسبة البطالة بين الشباب من 20 إلى 24 سنة تصل إلى 39% والواقع يقول: إن الرقم أكبر من هذا.

وشاهدنا في الأشهر الماضية جدية وزارة العمل ووزيرها بتفعيل قرارات وتنظيمات لتنظيم سوق العمل السعودية وإيجاد فرص عمل للشباب السعودي في مختلف أعمال القطاع الخاص بل التعسير على القطاع الخاص لتوظيف السعوديين، ربما الثمرة الوحيدة التي لامسناها من تنوع قرارات وزارة العمل هي أن بعض الشركات أصبحت تعرض رواتب 5000 أو 6000 وخصوصاً ما نشاهده من إعلانات وظائف لدى فروع بعض مطاعم الوجبات السريعة بالرغم من عزوف الشباب عن العمل في المطاعم، وأنا أبرر لهم عزوفهم لأن المجتمع لايزال يرى أن الوقت "بدري" على عمل السعوديين في المطاعم فنحن في دولة غنية وتستطيع أن تُوجد وظائف مختلفة برواتب مجزية وخصوصاً في القطاع الصناعي وبعض وظائف القطاع السياحي.

في الخفجي تختلف مشكلة البطالة عمّا هي عليه في معظم مدن المملكة، استبشرنا خيراً العام الماضي بافتتاح فرع لصندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" ولكن يبدو أن الصندوق جاء الخفجي بعقلية إدارته في المدن الكبرى أو أن "هدف" ليس لديه برنامج وخطط واضحة فقط ينتظر الشركات تعلن عن وظائف لديه وهو يقوم بتمرير الإعلان للأفراد! لا أدري!...

الواضح للعيان أن "هدف" لا يقوم بمسح ميداني للوظائف المتوفرة في الخفجي ومعرفة ما يلائم المجتمع من وظائف ويبني على أساس ذلك لائحة بالوظائف المتوفرة هذه اللحظة في الخفجي، وهو دور المفترض يقوم به مكتب العمل قبل افتتاح "هدف" ولكن المكتب للأسف حصر نفسه في تجارة التأشيرات والتصاريح.

هنا في الخفجي جهات عديدة لديها القدرة على استيعاب وتوظيف العاطلين ولا أعرف ما هو سبب التغاضي وغض الطرف عنها؟ منشآت يجب أن يتواجد فيها سعوديين ونرى غياب الشباب السعودي واضح!

أذكر على سبيل المثال قطاع الإيواء في الخفجي المتمثل بالشقق المفروشة والفنادق فلا نشاهد أي شاب سعودي يعمل في الاستقبال أو الادارة بالرغم من أن هذه الوظيفتين هي من أكثر الوظائف التي يتقبل الشاب السعودي العمل بها، فما نلاحظه هو شغر هذه الوظائف بعمالة أجنبية لا تمتلك خبرة ولا لباقة ويفتقرون للتعامل والتواصل مع الزبائن، عدد الشقق المفروشة والفنادق هنا لا يستهان به فبتوقيع واحد من مدير مكتب العمل أو من له الأمر في اجبار هذه المنشآت على التوظيف نستطيع أن نوجد في لحظة واحد ما لا يقل عن 200 وظيفة يكون أقل راتب بها هو 3000 أو 4000 ريال للشاب العاطل.

ومما أستغربه أيضاً علاقة مكتب العمل مع لجنة توظيف المقاولين في عمليات الخفجي المشتركة، فلا يعرف مكتب العمل عدد وماهية الوظائف المطروحة لدى المقاولين المتعاقدين مع الشركة وهذا دليل ضعف ادارة مكتب العمل في التدخل وفرض التوظيف وفتح فرص عمل بطريقة نزيهة يراها الجميع وخصوصاً العاطلين! وأيضا لجنة توظيف المقاولين في عمليات الخفجي المشتركة للأسف لا تريد أن تفصح أو تعلن عن الوظائف المتاحة مما يجعل موظفي اللجنة تحوم حولهم الشكوك وسوء الظن بهم!..

الحديث يطول عن مكتب العمل في الخفجي والمسؤولية الان على عاتق "هدف" في إيجاد وظائف للعاطلين بالخفجي، فالشوارع تتذمر منهم وبلاوي كثيرة تعصف بالشباب سببها الرئيسي هو البطالة.

مدلول الشمري