تتقهقر الطموحات وينحسر الأمل ويخفت صوت الفرح جراء إنقشاع غيمة الوعود لتظل أرض الواقع قاحلة هذا حال المواطنين مع بعض مسؤولي الوعود الذين دأبوا على حب الظهور في الإعلام والحرص على التصريح الأول ودغدغة المشاعر والإنكفاء بعد ذلك والتواري عن الإعلام الذي يخرجون له فقط لأجل اللقطة الأولى والفوز ببث بعض الوعود الشعبوية وهذه الثقافة للأسف تخلّقت وأفرزت لنا هجين ساهم في تكريس التعثر للمشاريع وعدم ثقة المواطن في كثير من مايقدم له في وطنه بسبب غياب الشفافية ووضع المواطن في المشهد الحقيقي ونشر البيانات الحقيقية والأرقام والبعد عن التصريحات الرنانة التي لاترتكز على معلومة أو قدرة على التنفيذ أو التغّول على جهات أخرى والتصريح بما يخصها يجب أن يكون الإنجاز هو المتحدث الرسمي لكل مسؤول وتكون لغة الخطاب هي البيانات المفتوحة والأرقام وفق نهج الدولة مؤخراً وتماشياً مع التحول الوطني ورؤية السعودية 2030 ويجب أن تكون لغة الإعتذار حاضرة في كل تعثر لمشروع أو تصريح لم يطبق في الواقع وهذه اللغة الجميلة لمسناها مؤخراً في تصريح لمستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حفظه الله الذي خرج للمواطنين والمقيمين من خلال الإعلام ووضّح مصير المشاريع التنموية وأعتذر للجميع في تعثر أو تأخر بعضها وفق ماكان مجدول لها نحتاج لمثل هذا في كثير من المدن والمحافظات ولاشك الخفجي ومايتبعها من مراكز من المحافظات التي حضيت بكم كبيروضخ من الوعود على كافة الأصعدة وفي ملفات مصيرية مثل المياه والمشاريع التنمويه الأخرى وغيرها من وعود جعلت من المواطن يخرج لفضاء تويتر وغيره من وسائل التواصل ليبدئ إمتعاضة عن ماتلقى من وعود تبخرت بعد فترة وجيزة وتراكمت مع غيرها من تركة وعود توارثها مسؤول خلف مسؤول ، نتمنى أن يدرك كل مسؤول كمية الوعي لدى المجتمع والتي تحتاج لأدوات ولغة خطاب يختلف عن حقبة مضت وإن الإعلام ليس نافذة للشو وحب الظهور والحرص على فلاشات التواجد في كل مكان بل الإعلام سلطة رقابية تضعك تحت مقصلة النقد وسندان الحقيقة ، ونتمنى من الإعلام المضي قدماً في وضع عداد للوعود ومدى تطبيقها على أرض الواقع وإيجاد إحصائيات تكون متاحة للجميع حتى نكافح ظاهرة الوعود الشعبوية .